في سبيل الفوز بولاية ثانية يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعدا لفعل أي شيء ولو حتى مهاجمة زملائه في الحزب الجمهوري، فيما يركز مع منافسه الديموقراطي جو بايدن على كسب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة وكذلك اقتناص أكبر قدر من أصوات الناخبين المبكرين، في الأمتار الأخيرة قبل الانتخابات المزمع اجراؤها في 3 نوفمبر.
وبعد تزايد انتقاداتهم له وتحذيرهم من هزيمة موجعة له ولهم تفقدهم السيطرة على مجلس النواب، هاجم ترامب منتقديه الجمهوريين، واصفا إياهم بـ«الأغبياء»، داعيا اياهم لتوحيد صفوفهم عوضا عن ذلك.
وفي حديثه إلى تجمع انتخابي في ولاية نيفادا في غرب البلاد، تنقل ترامب من مهاجمهة خصمه بايدن والتباهي بسياساته الاقتصادية إلى ناقشات حول ضغط المياه في الحمامات والحديث عن قميص ارتداه مفوض الاتحاد الوطني لكرة القدم. لكنه تحدث أيضا عن تحذيرات جمهوريين من خسائر انتخابية في الكونغرس وخصوصا تعليقات السيناتور الجمهوري بن ساس من نبراسكا (وسط)، الذي قال إن ترامب يتعامل مع الديكتاتوريين، ويسيء معاملة النساء ويستخدم البيت الأبيض كمشروع تجاري. ورجح ساس خسارة ترامب بمواجهة بايدن.
لكن ذلك لم يرق للرئيس وقال أمام اجتماع حاشد في كارسون سيتي، عاصمة نيفادا «لدينا بعض الأغبياء». وتابع «لدينا هذا الرجل ساس كما تعلمون يريد الإدلاء بتصريح.. على الجمهوريين أن يتحدوا معا بشكل أفضل». ويكثف الرئيس مشاركته في فعاليات انتخابية يومية حتى موعد المناظرة المقررة يوم الخميس، عله يغير الانطباع الذي تركه في المناظرة الأولى. وعلى جدول زياراته أريزونا ونورث كارولاينا ونيفادا وكاليفورنيا. ورغم أنه شخص لا يرتاد الكنيسة عادة، حضر ترامب قداس الأحد في كنيسة إنجيلية في لاس فيغاس بدون ارتداء كمامة، لكنه غادر قبل انتهائه. وعندما تم تمرير طبق لجمع التبرعات، رأى مصور ترامب يرمي حفنة أوراق نقدية من فئة 20 دولارا.
أما بايدن، وهو كاثوليكي متدين، فيتحدث باستمرار عن الكيفية التي ساعده من خلالها الإيمان على تخطي مآسي كثيرة في حياته. ويأمل بايدن أن يتمكن من إقناع الناخبين الكاثوليك الذين صوتوا بمعظمهم في 2016 لدونالد ترامب، باختياره هو هذه المرة.
ويشارك كل أسبوع تقريبا في القداس في كنيسة القديس يوسف الصغيرة في ضاحية فاخرة لمدينته ولمينغتون في ولاية ديلاوير.
على مقربة من الكنيسة في مقبرة شاسعة خضراء، دفن والداه وابنه بو الذي كان نائبا عاما في ديلاوير وتوفي بسبب مرض السرطان عام 2015، وكذلك زوجته الأولى نيليا وابنته نعومي اللتان توفيتا في حادث سير عام 1972.
ثم توجه بايدن، إلى ولاية كارولاينا الشمالية لحضور فعاليات في دورهام قبل عقد اجتماع عبر الإنترنت مع زعماء دينيين من أصول أفريقية.
وفي دورهام، سارع نائب الرئيس السابق الخطى إلى منصة في باحة لتوقيف سيارات حيث كان بانتظاره أشخاص في عشرات المركبات.
وخاطبهم بايدن قائلا «نختار الأمل على الخوف، والوحدة على الانقسام، والعلم على الخيال، ونعم نختار الحقيقة على الأكاذيب». وظل بايدن حريصا على إبراز الاختلافات الصارخة بين حملته وحملة ترامب، مبقيا على كمامته طوال الوقت.
وناشد الرئيس مؤيديه في نيفادا الإدلاء بأصواتهم مبكرا في الولاية التي خسرها بفارق ضئيل في انتخابات 2016، بينما حث منافسه بايدن سكان نورث كارولاينا على «الذهاب للتصويت» فورا.
وذكر مشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا أن نحو 27.9 مليون أميركي أدلوا بالفعل بأصواتهم إما من خلال البريد أو بطريقة مباشرة قبل الانتخابات الرئاسية.
وقال ترامب «التصويت المبكر جار حاليا، لذا اخرجوا وأدلوا بأصواتكم».
من جهتها، عادت كامالا هاريس مرشحة الديموقراطيين لمنصب نائب الرئيس الى الحملة الانتخابية، بعد أن ألغت خطط مشاركتها في فعاليات خلال عطلة نهاية الأسبوع كإجراء احترازي بعد أن أثبتت الفحوص إصابة مساعدة لها بفيروس كورونا.
لكن حملة المعسكر الديموقراطي قالت إن الفحوص أثبتت عدم إصابة هاريس بكورونا.