بيروت - بولين فاضل
على الرغم من كل الجماهيرية التي حصدها «عروس بيروت»، لم تدع كارمن بصيبص هذا العمل يأخذها إلى حيث لا تريد. المسلسل بلا أدنى شك صنع ما لم تصنعه مسلسلات كثيرة أخرى، صنع حالة في ذاتها ونجاحا واسعا يحسد عليه ممثلوه.
إلا أن كارمن تلقفت هذا النجاح بطريقة مغايرة هي التي لها مفهومها الخاص للشهرة والنجومية والمنافسة.
المؤكد أن المسلسل أتى مفصليا في مشوار مهنتها ووضعها في مكان جديد ومكانة جديدة، لكن على الرغم من ذلك لم تتصرف كما كانت لتفعل ممثلات كثيرات حيال أصداء هذا النجاح الفائق، وإنما لازمت تواضعها وعفويتها وطبيعيتها والأهم انها تعاملت مع نجاحها في شخصية «ثريا» في «عروس بيروت» بكثير من الهدوء والحفز، لكن أيضا بكثير من السعادة هي التي تعتبر التمثيل شغفها الذي يأتي لها بالسعادة في حياتها اليومية، عما حمله «عروس بيروت» من تحول في مشوارها كممثلة وعما إذا كان وضعها في قلب المنافسة مع نجمات أخريات، تقول كارمن: «الأكيد أن هذا العمل فتح أمامي أبوابا كثيرة وشكل خطوة بالغة الأهمية في مسيرتي المهنية ورفدني بانتشار أكبر في مختلف البلدان العربية.
بالنسبة إلى مفهوم النجومية لدي تفكيري المختلف القائم على أنني ممثلة أمارس مهنة هي شغفي في الحياة، أما فكرة المنافسة فليست جزءا من تفكيري وحين أدخل مشروعا لا أفكر كيف سأنافس أو من سأنافس، الأمر بعيد عن شخصيتي وبالتالي لست في التمثيل لأنافس وإنما لأستمتع بمهنتي».
ومع انطلاق عرض الجزء الثاني من مسلسل «عروس بيروت»، تؤكد كارمن بصيبص أن ثريا في هذا الجزء هي أكثر نضوجا في تعاملها مع أفراد عائلة ضاهر ومع رفيقتها وخالتها.
هي لاتزال على عفويتها وانفصاليتها لكن مقاربتها للمشاكل باتت واعية أكثر وهذا ما يفسر محاولتها في مواقف معينة جمع العائلة ولم شملها، الأمر الذي سينعكس تقاربا بينها وبين الست ليلى التي ستفتح عيونها أكثر على من يقف بجانبها ويتصرف بإيجابية، وتلفت كارمن إلى أن الجزء الثاني يحمل تطورا جميلا للخط الدرامي المتعلق بثريا ونايا القاسية حينا والضعيفة حينا آخر بسبب تطورات معينة في سياق القصة ستجعلها ربما تحتاج دعما من ثريا، كما تتوقف عند خط تحبه في هذا الجزء ويتعلق بعلاقة ثريا بأمير الذي تجمعها به مشاهد جميلة جدا خصوصا أن ثريا ستوفر له في مرحلة معينة الدعم والحنان مقابل صدام بينهما في سياق آخر من الأحداث.
وعن الرومانسية الساحرة على الشاشة بينها وبين فارس، تعتبر كارمن أن الناس يميلون إلى هذه الفسحة من الحب والحلم بعيدا من الواقع رغم ان هذه الرومانسية قد تنسحب أيضا على الحياة واصفة نفسها بالمرأة الرومانسية لكن ليس إلى حد الخيال.
ونوهت بالكيميا بينها وبين الممثل ظافر العابدين الشغوف بمهنته والمحترف جدا، ولم تستبعد تكرار هذه الثنائية مرة ثالثة شرط الظهور في إطار ومضمون مختلفين عن ثنائيتهما في كل من «ليالي أوجيني» و«عروس بيروت».
في طبيعية أدائها كما في ملامحها لا تشبه كرمن بصيبص إلا نفسها، فهويتها الخاصة تفسر أن لها زاويتها المتمايزة في الوسط التمثيلي، فمن يراقبها على الشاشة ويعرفها في الحياة يتيقن أن ما يجعل هذه الممثلة قريبة من الناس هو «حقيقتها»، فهي قد تشبه امرأة نصادفها في الشارع أو رفيقة وجارة لنا وهذا يخلق تماهيا معها.
وعن طبيعية ملامحها، تقول كارمن: «أميل إلى المحافظة على هويتي وترك شكلي كما هو وكيفما كان هذا الشكل، لذا فإن ملامحي لن تتغير على الرغم من احترامي خيارات الآخرين من أساليب التجميل».