بدأت القوات التركية أمس الانسحاب من نقطة المراقبة الرئيسية التابعة لها في مورك في ريف حماة شمال غرب سورية، بعد أكثر من عام على تطويقها من قوات النظام خلال هجوم في المنطقة، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعتبر تلك النقطة في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب أكبر نقاط المراقبة التركية في المنطقة، وقد طوقتها قوات النظام بالكامل في أغسطس 2019. وقال قيادي في فصيل سوري معارض مدعوم من تركيا، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، لفرانس برس إن «القوات التركية بدأت بعد منتصف الليل إخلاء نقطة مورك، وقد خرج صباحا رتل ضخم»، في طريقه إلى منطقة جبل الزاوية في جنوب إدلب حيث تتمركز أيضا قوات تركية.
وأفاد مراسل فرانس برس عن إجراءات أمنية مشددة للقوات التركية في جنوب إدلب حيث يفترض أن يمر الرتل التركي.
وأكدت مصادر عسكرية لشبكة «شام»، عن تحرك العديد من السيارات الكبيرة التي وصلت لنقطة مورك سابقا، باتجاه ريف إدلب، عبر الطريق الدولي «أم 5». وقالت إن تلك السيارات حملت آليات عسكرية ثقيلة، ومعدات لوجستية، وكتلا إسمنتية كبيرة، ومعدات أخرى كانت في النقطة.
ولفتت المصادر إلى أن الانسحاب من المنطقة سينتهي خلال أيام قليلة، بعد نقل جميع المعدات والعناصر واللوجستيات التي تم تجهيز النقطة بها، في وقت نوهت المصادر إلى إمكانية البدء بتفكيك نقاط تركية أخرى ضمن مناطق سيطرة النظام تمهيدا لخروجها أيضا.
وكانت أثارت المعلومات حول نية القوات التركية، سحب نقطة المراقبة التابعة لها في منطقة مورك بريف حماة الشمالي الخاضعة لسيطرة قوات النظام، حفيظة النازحين في الشمال السوري المحرر، وخلقت لهم هاجسا من الخوف، في فقدان أمل العودة الى منازلهم في تلك المنطقة.
وتحدثت المصادر العسكرية لـ«شام»، عن مواجهة القوات التركية ضغوطات روسية كبيرة في الفترة الأخيرة، وذهبت مصادر أخرى إلى ان ذلك ربما يأتي في اطار التفاهمات المتبادلة و«المقايضة» في أكثر من ملف من الملفات التي تتداخل فيها المصالح الروسية والتركية، لاسيما في ليبيا والحرب الدائرة في اقليم «ناغورني قره باغ» الانفصالي، المدعوم من قبل ارمينيا وروسيا بمواجهة أذربيجان المدعومة من تركيا.
وكثفت تركيا خلال الأشهر الأخيرة من إرسال التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات وأسلحة ثقيلة إلى ريف إدلب، مع تقدم النظام وروسيا وسيطرتهم على كامل الطريق الدولي بين حلب ودمشق والسيطرة على مناطق واسعة شمال وغرب حلب، وسط استهداف ممنهج للمناطق المدنية جنوبي إدلب وحلب. وبموجب اتفاق أبرمته مع روسيا في سبتمبر 2018 في سوتشي، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب ومحيطها، طوقت قوات النظام السوري عددا منها خلال هجومين شنتهما ضد الفصائل المعارضة في المنطقة.
ولم تتضح أسباب تلك الخطوة بعدما بقيت القوات التركية مطوقة في مورك لأكثر من عام واظبت خلاله أنقرة على إرسال الدعم اللوجستي لها.