على سهل ترابي في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وأمام سياج من الأسلاك نال منها الصدأ، توجد لافتة تحمل العلمين الإسرائيلي والأميركي كتب عليها باللون الذهبي «مرتفعات ترامب».
وقد افتتحت المستوطنة الإسرائيلية التي تحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب كنوع من الامتنان له بعد اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. فيما يبدو أن هذا الاعتراف أثار شهية المستثمرين في المنطقة. ويقول رئيس مجلس الجولان الإقليمي حاييم روكاش «منذ إعلان ترامب واتخاذ قرار البناء في الموقع، نشهد اهتماما كبيرا من المستثمرين». ويضيف «هناك بالفعل تغيير كبير».
وتنتشر في هضبة الجولان كروم العنب وقطعان الماشية التي ترعى في الأراضي المحيطة بالكروم، ويمكن للزائر معاينة تلال جبال لبنان التي تظهر من بعيد.
وتم تأسيس المستوطنة التي تحمل اسم الرئيس الأميركي في العام 1991، بالتزامن مع وصول مئات آلاف اليهود المهاجرين الروس الذي وصلوا إلى البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ولم تسكن المنطقة إلا مجموعات صغيرة، لكن إعادة تسمية الموقع باسم ترامب يبدو وكأنه شكل فرصة لإنعاشه. إذ من المقرر أن تنتقل عشرون عائلة إسرائيلية إليه بحلول نوفمبر. وبحسب مدير الشؤون الخارجية في مجلس الجولان الإقليمي شاي يحزقيل، فإن أعمال تسوية الأراضي جارية استعدادا لتشييد المنازل، متوقعا وصول 20 عائلة سنويا خلال العقد المقبل.
ويقول يحزقيل «للمرة الأولى منذ نحو 30 عاما، لدينا أمل». ويضيف «ستصبح المنطقة واحدة من أبرز مواقع الجولان».
ومنذ إعادة تسمية المستوطنة، أصبحت مقصدا للغرباء. ويعيش فيها أصلا مسنون تقدم لهم مجموعات من الشباب المساعدة في إطار تدريب استعدادا لأداء الخدمة العسكرية.
ويعيش في الجولان 23 ألف درزي ممن بقوا في أراضيهم بعد احتلالها في العام 1967، و23 ألف مستوطن. وتشير إحصاءات «حركة السلام الآن»، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية مناهضة للاستيطان، إلى تضاعف عدد الوحدات الاستيطانية المصادق عليها في السنوات الثلاث الأولى من عهد ترامب، مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة لرئاسة أوباما.
ويرى ريفز أن ترامب تسبب «في ضرر كبير للإجماع الدولي حول قراءة عملية السلام وكيفية صنعه، لا يمكن إصلاحه».
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن التحول في سياسة الولايات المتحدة أفسح المجال أمام المستثمرين لتمويل مشاريع في مناطق «ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية إلى أجل غير مسمى». وقد تكون هذه فرصة ليحزقيل لبناء فندق ضخم، إذ يقول «لدينا الكثير من الفنادق في الجولان لكن الغرف غير كافية».
ويأمل في «أن يبنى مزيد من الفنادق هنا في المستقبل القريب». ومن يدري؟ قد يحمل أحدها اسم ترامب أيضا.