لم يظهر المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن في أي مناسبة عامة أمس لليوم الثاني على التوالي، ما اثار تساؤلات عن سبب غيابه في أكثر أوقات الحملة حرجا وقبل أقل من أسبوعين من موعد الاقتراع في 3 نوفمبر، في تناقض صارخ مع منافسه دونالد ترامب، الذي يواصل حملته الماراثونية ويعتزم عقد 5 لقاءات انتخابية في اليوم الواحد. وكان إعلان فريق حملة بايدن البالغ 77 عاما، أنه في إجازة أمس، فرصة ذهبية لخصومه الذين يشككون على الدوام بصحته الجسدية والعقلية. في حين أكد الرئيس البالغ من العمر 74 عاما مجددا أنه «محصن» من فيروس كورونا بعد 3 اسابيع من إعلان الاصابة به.
هذا، وتتجه الانظار إلى المناظرة الأخيرة بين الخصمين والمقررة غدا في الربع ساعة الاخيرة قبل الانتخابات الماراثونية، التي يبدو ان كل صوت فيها يكسب اهمية قصوى خاصة أن اكثر من خمس الناخبين المتوقع مشاركتهم قد أدلوا بأصواتهم فعلا. فقد أدلى نحو 29 مليون أميركي بأصواتهم باكرا في كافة أنحاء البلاد، شخصيا أو عبر البريد، وهو ما يساوي نحو خمس المشاركة الشاملة المتوقعة، وفق منظمة «مشروع الانتخابات» المستقلة. ويحظى التصويت المبكر باهتمام كبير هذا العام، وهو بلغ مستويات غير مسبوقة. ويواجه الرئيس الجمهوري تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي غالبية الولايات الحاسمة في الانتخابات.
وأعلنت لجنة المناظرات الرئاسية أن المناظرة غدا، ستشهد تعديلا في القواعد يشمل (زر كتم الصوت) يقطع الميكروفون عن المرشح حين لا يكون دوره في الكلام، لمنع تكرار التشويش والمقاطعات التي سادت المناظرة الأولى.
ولكن حملة ترامب اتهمت اللجنة بالتحيز. وانتقد مديرها بيل ستيبين القرار بشدة، وقال في بيان إن «الرئيس ترامب حريص على مناظرة جو بايدن، مهما كانت تغييرات اللحظة الأخيرة التي تقررها لجنة متحيزة، في محاولة أخيرة منها لتوفير ميزة لمرشحها المفضل».
وأكد أن ترامب يعتزم خلال المناظرة طرح قضية هانتر بايدن، نجل منافسه بايدن الذي تدور حوله شبهات فساد في اوكرانيا، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك بوست المملوكة من روبرت مردوخ.
ويبدو انه وللتعويض عن تراجع شعبيته، سيسعى ترامب لكسب المزيد من النقاط في هذا الملف، بتركيز الهجوم على منافسه «المجرم» وعلى ابنه هانتر بايدن.
وردا على سؤال من أحد الصحافيين حول ما إذا كانت تلك استراتيجيته للفترة المتبقية من الحملة قال ترامب «جو بايدن مجرم، وهو مجرم منذ فترة طويلة». كما هاجم وسائل الإعلام «لعدم الحديث عن ذلك».
ولم يقدم أي دليل يدعم اتهاماته باستثناء قوله «اطلعوا على حاسوبه المحمول» اشارة الى تقرير الـ«نيويورك بوست» حول شبهات بالفساد تلاحق نجل بايدن بعد تهكير ملفات من حاسبة الشخصي.
ميدانيا، وقبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، يواصل ترامب ماراثون التجمعات الانتخابية. وأعلن أنه سيجري خمسة لقاءات في اليوم في هذه المرحلة الحاسمة.
وكرر موقفه المثير للجدل من فيروس كورونا الذي لم تعد حملته تأتي على ذكر حالته بعد أقل من اسبوعين على اعلان شفائه منه، وقال إن الوباء شارف على النهاية.
وأوضح أمام حشد جاء لاستقباله في تاكسون «اللقاحات تصل» مضيفا «وسنعود الى الحياة الطبيعية».
وخلال مكالمة هاتفية مع فريق حملته، هاجم ترامب مرة جديدة بحدة كبير خبراء الصحة الأميركيين الطبيب أنطوني فاوتشي الذي يحظى باحترام شديد في أميركا.
وقال ترامب إن الناس «تعبوا. تعبوا من الإصغاء لفاوتشي وكل هؤلاء الأغبياء»، بخلاف منافسه بايدن الذي يصر على الاستماع لرأي الخبراء والعلماء في مواجهة الجائحة ويشدد على ضرورة الالتزام بتعليماتهم.
وتابع ترامب في الاتصال الذي جرى بحضور وسائل إعلام «لو أصغينا إليه، لكان توفي نحو 700 ألف أو 800 ألف شخص».