دمشق ـ هدى العبود
ثلاث سنوات مضت و«الكندوش» حبيس جلسات القضاء لفض الخلاف بين الكاتب والفنان حسام تحسين بيك، وشركة قبنض التي أعلنت عن تبنيها لإنتاج المسلسل، لكن الرياح جرت على عكس ما تشتهي السفن، لينتهي الخلاف على ان يبصر مسلسل الكندوش النور من خلال شركة ماهر برغلي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي.. «الأنباء» التقت الفنان والكاتب حسام تحسين بيك الذي كشف العديد من التفاصيل في السطور التالية:
نعلم جميعنا ان مسلسل «الكندوش» لاقى الكثير من العقبات ولم يبصر النور، واليوم العمل على قدم وساق للبدء بالتصوير بماذا تعلق؟
٭ بداية كل الشكر للإعلام الكويتي وعلى رأسهم «الأنباء» التي كان لها دور كبير عام 2018 في الوقوف على حقيقة ما جرى بيني وبين شركة قبنض من خلاف على إنتاج العمل، واليوم والحمد لله كما تشاهدون التحضير على قدم وساق وما يهمني أكثر ان من سيتصدر البطولة الكبير النجم أيمن زيدان، وعندما نقول أيمن زيدان إذن العمل يحظى بنجم استثنائي من حيث تجسيده لتلك البيئة التي عانت من ظلم كبير من خلال تقديمها بشكل مشوه وخاطئ وغير صحيح.
قلت ان البيئة الشامية قدمت بشكل مشوه وخاطئ ترى بماذا يختلف؟ خاصة وأنكم شاركتكم بتلك الأعمال التي تخصصت بالبيئة الشامية؟
٭ لأنني ابن تلك البيئة الرائعة «أقول انه عمل مختلف» العمل وثائقي يقدم البيئة الشامية على حقيقتها 100%، وفي النص الكثير من المسارب بالإضافة إلى الأحداث المتنوعة منها الكوميدي، ومنها التراجيدي، ومنها الاجتماعي الذي يغوص بأعماق تلك الحقبة التي دارت بين «1935 و1940» وستشاهدون ان كل عمل موظف بمكانه ولم نقحم العمل بأحداث عشوائية، مع الأسف هناك من تصدر لتلك البيئة ولم يعش أو ينتمي إليها، فهناك كتاب من أقاصي شمال شرق سورية كتبوا عن تلك البيئة علما ان أعمارهم لم تقارب الخمسين عاما ولم يعيشوا في أحيائها العتيقة أو يتعاملوا مع شخوصها ولا يعرفون شيئا عنها.
من هو المخرج الذي وقع عليه الاختيار لاخراج الكندوش؟
٭ كما تعلمون سابقا كان الإخراج للفنان وائل رمضان مع شركة قبنض لكننا اليوم مع شركة ماهر برغلي ووقع الاختيار على المخرج سمير حسين وأسندت البطولة المطلقة للنجم أيمن زيدان بدور أبو عزمي.
ماذا عن دور الفنان أيمن رضا؟
٭ أيمن رضا سيكون المشرف العام على تنفيذ المسلسل أيضا والنص الآن بيد الفنانين للاطلاع على أدوارهم وأماكن التصوير قيد الاستطلاع.
هل سوق العمل لفضائيات عربية؟
٭ لا علم لي حتى اللحظة لأننا في البداية وبروموشن العمل لم ينته بعد لتبدأ الشركة بالتسويق لكنني استطيع القول ان مستوى الشركة في الانتاج الفني كبير جدا، وتتمتع بإمكانيات كبيرة.
هناك من قال ان النص اجتمع على قراءته سبع مخرجين وفنانين وكتاب كثر بماذا تعلق؟
فعلا سبق ان قام بقراءة النص سبعة مخرجين واعتبر آراءهم بمنزلة شهادات اعتز فيها، فقد قال رضوان عقيلي «النص لا مثيل له»، بدوره الفنان عبدالفتاح المزين ابن حارة العمارة الدمشقية العتيقة قال «والله يا حسام انك بكيتني، يا أخي الورق كتب وكأن أناسا من لحم ودم تتحرك أمامك»، وقال فراس الجاجة «أنت أعظم كاتب على وجه البسيطة، والله لقد رأيت أهلي من كبيرهم وحتى صغيرهم من خلال النص».
قيل ان حسام تحسين بيك ينتقي أعماله بدقة ولا يبحث عن المال في حال كان العمل لا يقدم فنا راقيا يضاف إلى مسيرته الفنية يعتذر.. بماذا تعلق؟
٭ هذا الكلام صحيح وبدليل عندما قرأت سيناريو «العشاريات» التي كنت ضمن الكاست وبأدوار بطولة مع طارق مرعشلي وشركة كولدن لاين، بحثت عن معنى الدور وجسدت دور رب أسرة يحاول ان يحتضن أسرته في زمن فقدت فيه الكثير من الأسر ترابطها الاجتماعي وبالمقابل من خلال «عشارية» أخرى قدمت مشكلة طمع الأخوة ونتيجة لذلك هناك تفكك اسري تعيشه المجتمعات رغم تنوعها الطبقي في اي مكان، الهدف عندي ان أقدم ما يخدم المجتمع السوري والعربي من هنا أبحث عن الصورة المجتمعية الصحيحة.
تمنيت أكون من ضمن الكاست!
وبما ان الفنانة نادين تحسين بيك شاركتنا في الحوار مع والدها الكاتب والفنان حسام تحسين بيك، كان لدينا فضول والسؤال هل ستشارك أم لا، فقالت: مع الأسف ليس لدي الوقت لأكون ضمن الكاست بسبب ارتباطي بمسلسل حارة القبة مع المخرجة رشا شربتجي ولن انتهي من التصوير قبل أربعة أشهر وكم تمنيت أن أكون ضمن الكاست الذي ضم كبار النجوم السوريين وأنا من شاهدت سنوات العمر تجري ووالدي يوثق تلك البيئة التي نشأ فيها وأحبها وقد يستغرب المشاهد والقارئ ان اسم العمل الكندوش وللتوضيح معنى كلمة الكندوش، هو عبارة عن وعاء بشكل موشوري طوله متران ونصف المتر، أضلاعه عبارة عن متر له فتحة من الخشب، ومن خلال فتحة الوعاء تأخذ صاحبة البيت رطل الطحين أو أي نوع من الحبوب، وتقوم بعجن الطحين وترسله بعد ذلك إلى الفرن ليصبح خبزا و«الكندوش» حمل كل أنواع الدراما والبيئة الدمشقية الموثقة والتي كانت على حقيقتها في تلك الفترة من تاريخ سورية.