من مآسي وباء كورونا العالمي المدمر على كثير من مناحي الحياة، ما حل وأصاب العملية التعليمية في الكويت وفي العالم كافة، فالتعليم عن بُعد هو بالأساس والحقيقة «البعد عن التعليم»، حيث إن كثيرا من الأبناء الأعزاء لا يهتمون بالتعليم عن بعد مما يثقل كاهل الآباء والأمهات ويزيد في الجهد والوقت في متابعتهم ومراقبتهم.
إن دور المدرسة له أهمية كبيرة في زرع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والتعليمية وصقل المواهب والمفاهيم التربوية الهادفة بالإضافة إلى مراقبة سلوك الطلبة وزيادة المكتسبات والتفاعلات بينهم من خلال احتكاكهم مع بعضهم طوال فترة تواجدهم داخل أسوار المدارس، وفي هذه الجائحة والظروف الصحية اتضح أهمية هذه المؤسسة التعليمية في المجتمع.
«التعليم عن بعد» خاصة في المراحل الأولى هو البعد عن التعليم، حيث كانت هذه الأزمة الصحية سببا في ضعف العملية التربوية وفشل المناهج التقليدية التي لم تواكب التطورات التكنولوجية والاجتماعية ما أضعف التعليم وبات العام الدراسي تحت العناية المركزة يتطلب تدخلا جراحيا عاجلا ينتشله من الضياع والهلاك.
من الأمور الإيجابية لا بد أن نقول تحية تقدير للجهود المخلصة للمعلمين الذين يبذلون الجهد في إيصال المعلومة وشرح المنهج عن بُعد، ولكن الخلل الكبير في بعض الطلبة الذين ينشغلون عن الشرح ولا يتابعون مع أساتذتهم، ما يفقد التواصل المرئي والحسي بين الطالب ومعلمه، وهذا سبب كاف لضعف منتجات التعليم عن بُعد في هذا العام الاستثنائي.
كل التوفيق للأبناء وللهيئة التدريسية كافة في تجاوز الأزمات التعليمية والنجاح في هذا العام الدراسي، ونتمنى أن يكون عاما دراسيا قريبا وليس بعيدا عن التعليم وأهدافه.
bnder22@
[email protected]