نحن راضون بقضاء الله ولا نملك إلا الامتثال لأمره، نعم الموت حق (كل نفس ذائقة الموت)، فقدت الكويت ابنا بارا هو الدكتور علي عبدالله الصغير بفيروس كورونا، وهو (رحمة الله عليه) من أوائل الأطباء في الكويت المتخصصين في مجال أمراض الروماتزم، وقد عمل المرحوم بإذن الله في مستشفى مبارك رئيسا للجان الطبية في مستشفى جابر للقوات المسلحة، ولا يستطيع أي إنسان أن يحدد موعد أجله إلا الله سبحانه وتعالى، ولا اعتراض على أمره.
لا أستطيع أن أذكر جميع الخصائص الحميدة التي كان يتمتع بها المغفور له بإذن الله د.علي، فقد كان خلوقا طيب القلب متدينا متواضعا للكبير والصغير، يحب الخير والمساعدة للجميع بصدر رحب، كما كان مساعدا لكل محتاج ويقابل الناس بعفوية.
لن ننسى هدوءك وطيب كلامك وستبقى ذكراك قائمة في نفس كل من عرفك وتعامل معك وأحبك، وبقدر ما نحن مفجوعون ونشعر بالحزن والأسى لفراقك بقدر يقيننا بأنها إرادة الله، لم يبكك أهلك فحسب فالجميع منهمرة دموعهم لفراقك، وجميع أحبابك أحسوا بلوعة غيابك.
وقد نعت وزارة الدفاع المغفور له بإذن الله د. علي، سائلة الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، كما نعته جميع مواقع التواصل الاجتماعي مستذكرة مناقبه، وأكد الجميع أن الكويت فقدت برحيله أحد نوابغها الطيبين، ونعته كذلك د. فريدة الحبيب وتكلمت عنه كلاما جميلا حيث قالت: ما رأيت منه إلا الأخلاق الطيبة والتواضع الجم.
كما تكلم عنه د.عجيل النشمي العميد السابق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية قائلا: نحسبه شهيدا لأنه مات مبطونا، ونعته الرابطة العمانية للروماتزم فقالت عنه: إن الكويت فقدت أول طبيب للروماتيزم وسألت الله له الرحمة وأن يسكنه الله الفردوس الأعلى.
نسأل الله أن يسكنك فسيح جناته ويوسع لك في قبرك إلى مد نظرك.. اللهم آمين، وندعوه عز وجل أن يلهمنا وأهله الصبر والسلوان، وسيبقى الراحل بيننا بذكراه العطرة إلى أن يجمعنا الله به في جنة الخلد.
قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا دكتور علي لمحزونون.
قال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
فاصنع لنفسك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني
وقال الشاعر:
كل ابن أنثى وان طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
[email protected]