يكثر الحديث هذه الأيام عن انتهاء فترة مجلس الأمة ٢٠١٦، وبدء استعدادات الكثير من المواطنين والمواطنات الراغبين في الوصول إلى قبة عبدالله السالم بالترويج لأنفسهم وما يتمتعون به من صفات تميزهم عن غيرهم، فهذا سيعرض لنا سيرته الذاتية بدءا بالمدرسة التي تلقى تعليمه فيها، وذاك سيتكلم عن إنجازاته في الوظيفة التي كان يعمل بها، وتلك ستكون لها صولات وجولات لتحقيق ما تريده النساء، والأخرى تبحث عن حلول لمشاكل ممتدة منذ عقود وعجزت عنها مجالس كثيرة.
وهذا كله حق مُباح لهم جميعا، ولسنا ضد أي منهم، لكن من حقنا أيضا أن يكونوا صادقين فيما يطرحون من شعارات وما يقدمون من برامج انتخابية، فلسنا بحاجة إلى أي تضليل أو «شو» عبر الطروحات الكثيرة والوعود الجوفاء والعهود التي سيلبونها حال وصولهم إلى المجلس وبعد أداء القسم كنواب، ونحن نتخوف أن تذهب مع الريح كما ذهبت وعود الكثيرين والتي لو ذكرناها أمامهم لوقفوا متعجبين وكأنهم يسمعون بها لأول مرة!
تلك الوعود ليست بغريبة على مرشحينا، ونسأل الله تعالى أن يوفق الأخيار منهم في الوصول إلى عضوية مجلس الأمة، وأن يكونوا ممثلين لنا لا ممثلين علينا، لكن المسؤولية الحقيقية تقع علينا نحن الناخبين، فمفاتيح مجلس الأمة بجيوبنا ونحن من يختار من سيحمل أمانتها، وبالتالي علينا تحمل تبعات اختيارنا للقوي الأمين الذي يحرص على مصلحة الوطن والشعب، ومن يضع مصلحة الكويت والكويتيين فوق أي اعتبار بعيدا عن الفئوية الضيقة والطائفية المقيتة، وان كان الكثيرون لهم اعتباراتهم خلال الانتخاب، إلا أن ذلك لا يبرر لهم انتخاب من لا يستحق لأنه أول من سيدفع الثمن الباهظ عليه وعلى أولاده ومستقبل الأجيال ككل.
ورسالتي للجميع «الصوت أمانة» وعلينا أن نحسن الاختيار وأن نحكم ضمائرنا وعقولنا لإيصال من يستحق من أبناء وطننا، فلدينا الكثير من أصحاب الكفاءات والسيرة العطرة الذين يخافون الله ويحبون الكويت وأهلها ولهم من الخبرات ما يؤهلهم لتمثيلكم وتمثيلنا.