زج الديموقراطيون بالرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، وارثه السياسي الذي استمر 8 سنوات، في محاولة لحشد المزيد من الدعم لمرشحهم جو بايدن الذي غاب عن الانظار ليومين على الاقل، فيما يواصل الرئيس دونالد ترامب جولاته المكوكية بين الولايات في استراتيجيتين مختلفتين بشكل جذري قبل أقل من أسبوعين على انتخابات 3 نوفمبر الرئاسية.
وتوجه اوباما إلى مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الحاسمة التي فاز بها ترامب بفارق ضئيل عام 2016، لعقد أول مؤتمر دعما لنائبه السابق بايدن. وفي تجمع للسيارات في الهواء الطلق على شكل «درايف ان»، مر أوباما أمام انصاره بالسيارة لحثهم على التصويت لبايدن والمرشحين الديموقراطيين في مجلس النواب.
أما ترامب الذي كان في نفس الولاية قبل 24 ساعة، فلم يفوت فرصة غياب بايدن عن الأضواء في وقت انتخابي حرج، وقال «كل ما يعرف القيام به هو البقاء في منزله»، مضيفا أنه اوقف نشاطه «لمدة خمسة أيام»، واصفا خصمه بأنه «سياسي فاسد».
وكان من المفترض ان ترافقه السيدة الأميركية الاولى ميلانيا ترامب لكن تم الغاء ذلك بسبب «سعال» وكإجراء احتياطي. وكان ظهورها سيكون الاول في تجمع انتخابي منذ أكثر من سنة.
وقد أصيبت ميلانيا ترامب بـ «كوفيد ـ 19» في نفس الوقت مع زوجها في الأول من الشهر الجاري، واعلنت في منتصف الشهر انها شفيت من المرض.
واستبق ترامب المواجهة المباشرة في المناظرة التلفزيونية الحاسمة والأخيرة اليوم بتصعيد هجماته الشخصية ضد خصمه وبلهجة أكثر عدائية من أي وقت مضى، وقال ترامب «لا شيء منصفاً في هذه المناظرة»، مكررا هجماته الشخصية ضد كريستن ويلكر التي ستدير المناظرة وكذلك ضد اللجنة المستقلة المكلفة تنظيمها.
وتعليقا على عزم اللجنة اضافة زر كتم الصوت لمنع المرشح من مقاطعة منافسه، وهو ما فعله الرئيس مرارا في المناظرة الأولى، قال ترامب «سأقوم بذلك مهما حصل، لكنه أمر غير منصف».
ورغم محاولاته المستمرة لتصوير الصين على أنها أكبر تهديد لأميركا والديموقراطية العالمية، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن دونالد ترامب أمضى سنوات سعيا لإقامة مشاريع تجارية في الصين، حيث احتفظ بحساب مصرفي لم يكن معروفا سابقا، فيما يحاول الرئيس الأميركي تصوير منافسه الديموقراطي جو بايدن على أنه ضعيف بمواجهة بكين. وذكرت الصحيفة أن ترامب هو الذي احتفظ بمكتب في الصين خلال ترشحه لمنصب الرئيس أول مرة، ودخل في شراكة مع شركة كبرى تسيطر عليها الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، يحتفظ ترامب بحساب مصرفي لم يكن معروفا سابقا في الصين، يخضع لسيطرة إدارة ترامب الدولية للفنادق، وفقا لتحليل سجلاته الضريبية بواسطة الصحيفة.
وقال آلان جارتن محامي منظمة ترامب ان الشركة «فتحت حسابا مع بنك صيني له مكاتب في الولايات المتحدة من أجل دفع الضرائب المحلية».
وقال للصحيفة «لم تتم أي صفقات أو معاملات أو أنشطة تجارية أخرى على الإطلاق ومنذ عام 2015 ظل المكتب غير نشط».
إلى ذلك، أظهرت إفصاحات قدمت إلى لجنة الانتخابات الاتحادية أن حملة المرشح الديموقراطي دخلت المرحلة الأخيرة من السباق بتفوق مالي كبير على حملة الرئيس الجمهوري ترامب.
وفي نهاية سبتمبر، كان لدى حملة بايدن حوالي 177 مليون دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مبلغ 63 مليون دولار لدى حملة ترامب. وجمعت حملة بايدن 281 مليون دولار خلال الشهر، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما جمعته حملة ترامب.
وأنفقت حملة ترامب أقل من 56 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية والإذاعية في سبتمبر، مقارنة مع نحو 148 مليون دولار أنفقتها حملة بايدن. ولا يضمن تفوق بايدن في السباق المالي له النصر، فقد انتصر ترامب في انتخابات عام 2016 رغم أن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون تجاوزته في الإنفاق.