أطلقت الشرطة السودانية امس الغاز المسيل للدموع على متظاهرين محتجين على تردي الأحوال المعيشية حاولوا عبور جسر يربط أجزاء من العاصمة الخرطوم بوسط المدينة، في ذكرى الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس عمر البشير يوم 21 أكتوبر.
ونزل العشرات الى شوارع الخرطوم وأم درمان استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين. ويطالب المتظاهرون كذلك بمحاكمة المسؤولين عن قتل المحتجين خلال التظاهرات التي انتهت باطاحة عمر البشير في ابريل 2019.
وكانت السلطات أغلقت منذ منتصف ليل امس الاول جميع الجسور التي تربط وسط الخرطوم ببقية اجزاء العاصمة في ظل دعوات إلى تظاهرات احتجاجية على تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وقالت ولاية الخرطوم في بيان صحافي «بناء على ما نملك من معلومات نعتذر لمواطني ولاية الخرطوم عما سيمسهم من ضرر نتيجة إغلاق كباري المدينة احترازيا»، محذرة من أن لديها معلومات موثقة بأن هناك من يسعى لاختراق هذه المسيرات لإحداث فوضى أو على الأقل لإحراج الحكومة الانتقالية.
ووضعت شرطة مكافحة الشغب حواجز عند مداخل الجسور. كما وضع الجيش حواجز اسمنتية وأسلاكا شائكة في الطرقات التي تؤدي الى مقر قياداته في وسط العاصمة. كما جابت سيارات مزودة بأسلحة رشاشة وتقل جنودا مسلحين برشاشات كلاشنيكوف شوارع المدينة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن شهود عيان قولهم إنه لأول مرة في مثل هذه الحالات المشابهة يتم «إغلاق جسر توتي إغلاقا كاملا أمام حركة السيارات والمارة حتى على الراجلين منهم».
وأضاف الشهود أنه منذ الساعات الأولى من صباح امس أصبحت طرق الخرطوم في وسطها خالية صامته، وأشاروا إلى أن بعض المناطق شهدت خروج تظاهرات متقطعة وإغلاقا لبعض الطرق.
وكان تجمع المهنيين السودانيين وهو تحالف نقابي قاد الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، دعا إلى تظاهرات جديدة ضد الأوضاع الاقتصادية التي واصلت تدهورها منذ الإطاحة به.
وفي بيان نشره امس الاول قال التجمع إن «السلطة الانتقالية أكملت عاما منذ تشكيلها، والأزمات في تزايد مخيف كل يوم والأداء الحكومي مضطرب وضعيف لا يرتقي لمستحقات ثورة ديسمبر العظيمة».
وأضاف أن «الضائقة المعيشية ما عادت محتملة ويهدر شعبنا سحابة يومه لاهثا خلف أبجديات حاجاته في الخبز والوقود».