[email protected]
أخذه هادم اللذات ورحل في يوم أجله متأثراً بإصابته بفيروس كورونا اللعين . وهو القائل من مات بالكورونا فهو شهيد.
ورحل مع أحبتنا الذين حصدهم «كورونا».. إنه شيخنا وأستاذنا العالم الجليل الدكتور فلاح إسماعيل مندكار (أبو محمد)، الداعية الإمام الذي عرف بزهده وتواضعه الجم وسلفيته.
رحل عنا ودفن أمس في مقبرة صبحان في يوم الخميس 5 ربيع الأول 1442هـ الموافق 22 أكتوبر 2020م في سنة الكورونا التي حصدت عشرات بل مئات من أحبتنا وعلى رأسهم اليوم الشيخ الداعية الكويتي د.فلاح مندكار الذي ولد عام 1950 وعمل مدرسا للغة الإنجليزية ثم واصل دراسته في المدينة المنورة بالجامعة الإسلامية ليتخرج فيها حاصلا على الماجستير والدكتوراه بعد أن درس أصول العقيدة والحديث والفقه وأصوله والقواعد الفقهية والنحو والصرف والبلاغة والتجويد، وله أكثر من مؤلف وكتاب أبرزها: العلاقة بين التصوف والتشيع، ونزعة التكفير.. خطورتها وعلاجها، والرقى الشرعية، والأشاعرة، وزوايا نشرت له في جريدة الوطن، وغيرها الكثير من المذكرات والمقالات التي يصعب حصرها.
صفاته وسمات شخصيته
تميز الشيخ د.فلاح مندكار بالخلق والتواضع والسعي الدائم لقضاء حوائج الناس ودفاعه عن السلفية والتمسك بالكتاب والسُنة وتقدير طلاب العلم وتوقير العلماء الذين تعلم منهم في المملكة العربية السعودية وفي المدينة على وجه الخصوص ومنهم العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان والمحدث الألباني، وكبار هيئة العلماء، وكان له طلابه في كلية الشريعة بجامعة الكويت، وقد رثاه كثير من الأساتذة من أعضاء هيئة التدريس في كلية الشريعة وطلاب علمه وحجاجه الذين أدوا العمرة والحج معه في حملة مندكار إحدى أبرز وأعرق حملات الحج الكويتية، كما رثاه دكاترة زملاء من أمثال د.عبدالمحسن الخرافي ود.بسام الشطي ود.يوسف الصقر وفيصل العبدالجادر والزميل علي حسن (أبوشملان).
مرثية «مندكارية»
من تابع الإعلام في الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي يقف على حجم الرثاء الذي تناول الشيخ فلاح مندكار - رحمه الله - من أبناء الكويت ومن خارجها ومن كل الفئات من الدعاة والأئمة وطلاب العلم وأيضا المواطنين الذين نالوا شرف صحبته في حملة مندكار، وما كان الراحل الجليل يحمله من خصال طيبة والنصح للخير دائما.
وقد رثاه مرشد حملة مندكار الشيخ د.دهام بوخشبة، وأكد أنه لا يستطيع الكلام لتأثره بالمصاب الجلل.
من جانب آخر، قال لي الزميل أسعد عبدالله مدير تحرير مجلة المعلم إنه رافق الشيخ فلاح مندكار (أبا محمد) طوال حملات الحج.
وتربطني بالفقيد الراحل وشيخنا الكبير د.فلاح مندكار علاقة وطيدة امتدت لأكثر من 33 عاما، ومنذ أول رحلة حج شاركت فيها برفقة المرحومة والدتي عام 1987 مع الحملة العريقة (حملة مندكار)، وبت سنويا ألتقي هذا الشيخ العالم الفاضل الكبير من خلال رحلات الحج حتى آخر رحلة العام الماضي وأيضا بأحداث ومناسبات عديدة. ومشاعري ستبقى عاجزة عن التعبير لمكانته الكبيرة في قلبي، فقد وجدت فيه ذلك الإنسان المتدين الودود المتسامح والخيّر المعطاء والبشوش والمحب لكل من يلتقيه، وكم كنت أسعد عندما ألتقيه بطلّته الباسمة وذلك النور الذي يشع من وجهه السمح.
كان بالنسبة لي أشبه بالملاك الطاهر النقي المحب للخير للجميع، وحزني على رحيله سيبقى قائما في ذكراه العطرة، ومع كل حدث ومناسبة كان طرفا فيها، وأسأل الله تعالى أن يرحمه بواسع رحمته، وأن يلهمنا الصبر على فراقه.
علاقة شخصية
ربطتني علاقة شخصية بالشيخ فلاح مندكار منذ كنت مسؤولاً عن ملحق «الإيمان» وكثيرا ما كلمته وطلبت منه رأيا في بعض القضايا، ولفت نظري حجم ما كان يتركه من أثر في محدثه حينما يعتذر عن التصريح.
ذات مرة كتبت مقالا بعنوان «همسة مندكارية» نشرت في «الأنباء» بتاريخ 2018/12/16 وكانت تخص كتيبا كتبه بعنوان «همسة في أذن عاق»،
وهو من الكتب الجميلة له، خاصة أنه يتناول العقوق، وقد طلبت من وزارتي الأوقاف والتربية أن تطبعا هذا الكتاب وأن يقدم لعيالنا الطلاب في مدارسهم.
وفوجئت باتصاله يشكرني على «الومضات» وما جاء فيها من سطور ثناء له.
ودّعنا بالأمس عالما جليلا من دعاة الفكر والدعوة من الرعيل الجميل الذي أخذنا منه علما نافعا، وبهذه المناسبة نتقدم بأحر التعازي القلبية والمواساة لعائلة مندكار الكريمة في (فقيدنا جميعا فقيد الكويت والشريعة) الشيخ الجليل الدكتور فلاح إسماعيل أحمد مندكار (أبو محمد)، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وطلاب علمه الصبر والسلوان.
وتبقى الومضة وآخر الكلام وزبدة الحچي: إمام ورع لا يعوَّض له مريدوه وأتباعه، وكان دائما مفتاحا للخير مغلاقا للشر نافعا وناصحا للعباد والبلاد.
أيها المغردون في (الميديا) ووسائل التواصل الاجتماعي.. أمعنوا النظر في هذا الرثاء والمرثية «المندكارية».
(إنا لله وإنا إليه راجعون).. وتسقط دمعة.
يا جاسم الضاعن نفزع لك!
أرسل لي ابني الغالي جاسم محمد الضاعن خبر ترشحه لعضوية مجلس إدارة جمعية حطين التعاونية. وجاسم الضاعن ابن المنطقة ولديه الخبرة في التسويق التعاوني تعريفا وأهدافا، ويستاهل من يقف معه لأنه يملك الصيت الحسن والسمعة الطيبة، ويكفي أن والده الذي رباه وعلمه وأحسن توجهه هو محمد الضاعن - نظيف اليد في الوظيفة الحكومية والعمل الشعبي.
جاسم الضاعن من الشباب الواعد الذي يستاهل فزعة أهل الكويت، وأعرف أن الكثير يدعم ويرشح أمثال هؤلاء الشباب الوطنيين.. فأبشر يا بومحمد، وخير الموعظة والنصيحة من قائل مخلص إلى ناخب منصف: تستاهل والله الصوت وفزعتنا يا ولد عمي وتاج رأسي وحزام ظهري، الله يوفقك وينجحك، وأتصل مباركا لك.
في أمان الله.