- رئيس الأركان يؤمن بأن العنصر البشري الأساس للقوات المسلحة وأهمية التعاون مع جيوش «الخليجي» بالتدريبات والدورات
- استقى خبرته العسكرية من مسيرة والده صاحب المسيرة الوطنية الحافلة والذي كان نموذجاً يُقتدى في الجيش
- أول عربي يحصل على وسام القائد من الجيش الأميركي وتقلَّد وسام كلية سانت هيرست رفيع المستوى من مايكل فالون
- التقيد بالتعليمات والالتزام بها أولوية لدى رئيس الأركان الجديد والتسلح من عدة دول ومصادر حتى تتوافر القدرة القتالية العالية
يعتبر الفريق الركن الشيخ خالد الصالح الصباح، الذي تم اعتماد تعيينه رئيسا للأركان العامة للجيش، ابن المؤسسة العسكرية وأحد ابرز وجوهها، بدأ مسيرته فيها ضابطا برتبة ملازم وتدرج في المناصب بدءا من ضابط مشاة وتسلسل في جميع دورات المشاة حتى تم إرساله إلى بريطانيا، وحصل على دورة أركان حرب من المملكة المتحدة، كما أنه تخرج في كلية «سانت هيرست» عام 1987، وتقلد عددا من المناصب بدءا من آمر فصيل إلى آمر سرية إلى آمر كتيبة ومنها إلى آمر لواء حتى تسلم مهامه كآمر للقوة البرية بالجيش عام 2015، وفي يناير 2020 تمت ترقيته الى رتبة «فريق» وتعيينه نائبا لرئيس الأركان.
واستقى رئيس الأركان الجديد خبرته العسكرية كذلك من مسيرة والده نائب رئيس الأركان الراحل الشيخ صالح المحمد الخالد صاحب المسيرة الوطنية والعسكرية الحافلة والذي كان نموذجا يحتذى في الجيش الكويتي لما عرف عنه من عشقه للعسكرية وحبه لوطنه، كما كان ـ رحمه الله ـ أول قائد عسكري يحمل علم الكويت عندما شارك الجيش الكويتي بلواء اليرموك في القتال على الجبهة المصرية في حرب 1967.
تم تكريم الفريق الركن الشيخ خالد الصالح الصباح خلال مسيرته عدة مرات، ففي أبريل 2017 كان أول عربي يحصل على وسام القائد من الجيش الأميركي، حيث قلده رئيس أركان القوات البرية الأميركية الجنرال مارك أ.
ميلي الوسام تقديرا لخدماته المتميزة وإنجازاته، وأتى ذلك أثناء زيارته لمقر القيادة الوسطى بالجيش الأميركي (U.S Army Central) في ولاية ساوث كارولينا، وكان باستقباله قائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي الفريق مايكل غاريت وعدد من كبار الضباط.
اعتبر الفريق الركن ان هذا الوسام «لم يكن يحصل عليه لولا الدعم الكامل من قيادتي وجهود رجال القوة البرية، سواء من الضباط وضباط الصف والأفراد»، وهو وسام شرف قائلا: «أنا أقول لإخواني في القوة البرية هذا الوسام ليس للواء خالد الصالح إنما لكل ضابط وضابط صف في القوة البرية الذين شاركوا في التمارين والتخطيط والتنفيذ، وأشكر رئيس الأركان الأميركي وقائد القوة الأميركية ومساعد قائد القوات الأميركية على رفعهم اسمي لحيز هذا الوسام».
وفي أغسطس 2017 قلد وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني مايكل فالون آمر القوة البرية حينها اللواء الركن خالد الصالح الصباح وسام كلية «ساندت هيرست» رفيع المستوى والذي يمنح للقادة من خريجي كلية «ساندت هيرست».
والعنصر البشري عند رئيس الأركان هو العنصر الأساسي بالنسبة للقوات المسلحة، فالقوة البرية عندما كان آمرا لها وضع لها إستراتيجية ثابتة، فعمل على زيادة اعداد القوى البشرية داخل وحداتها، وأجرى دورات كثيرة لرفع مستوي الأفراد وكذلك للمتطوعين، ووضع إستراتيجية كقوة برية تقوم على ترغيب العسكريين في الانخراط بالقوة البرية وإعطائهم الفرصة الكبيرة من التحصيل العلمي العسكري والتدريب العملي، بحيث يكون العسكري الشاب واثقا بسلاحه وقدراته، وتنفيذ هذه الإستراتيجية أخذ الجهد الكبير، حيث حرص الفريق الركن الشيخ خالد الصباح على ان تكون مناسبة ومبنية على الواقع لتسهيل تنفيذها.
يؤمن رئيس الأركان الجديد بأهمية التعاون مع جيوش دول مجلس التعاون الخليجي خاصة بالنسبة للتمارين والتدريب والدورات، وقد كان للقوات البرية في عهده تمارين وتدريبات كثيرة مع الأشقاء الخليجيين، وكانت تعقد سنويا سواء كانت جانبية بين دولتين أو بين الدول مجتمعة داخل مجلس التعاون الخليجي وكانت هذه التمارين تمارين تعبوية بالإضافة إلى تمارين قائمة ومستمرة على مدار السنة، فالقوة بالنسبة للفريق الركن لا تقف عند التمارين، فالعمود الفقري لأي جيش أو قوة يرتكز على التمارين وتدريب القيادات وتمارين انفتاح تعبوية سواء كانت مع الإخوة الخليجيين أو ما بيننا وبين القوات الأميركية أو القوات البريطانية المتواجدة في الكويت.
وقد سبق لرئيس الأركان الفريق الركن الشيخ خالد الصباح أن اكد في لقاء صحافي على أهمية ما يقوم به الجيش في عمليات «إعادة الأمل»، حيث اعتبرها واجبا وطنيا نشارك من خلاله أشقاءنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة في الدفاع عن أراضيها، حيث ان القوة المتواجدة سواء كانت قوة المدفعية التابعة للقوة البرية أو القوة الجوية في خميس مشيط تقوم بواجبها على اكمل وجه، ومؤكدا ان النصر قادم بإذن الله.
والتقيد بالتعليمات والالتزام بها أولوية عند رئيس الأركان الجديد، فبسؤاله في أحد اللقاءات الصحافية عن كيفية التعامل مع وجود تعسف من الضباط بالسلطة مع العسكريين، قال: إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا ونواجهه بالحزم الشديد، فالعسكري يعمل في الجيش الكويتي لخدمة وطنه ومواطنيه وليس لخدمة أشخاص، ونحن إذا ما تثبتنا من مثل هذا الأمر نقوم بتعنيف الضابط الذي يستخدم العسكرية لأغراضه الشخصية، ونلفت نظره، فنحن أبوابنا كقياديين مفتوحة للجميع لتلقي أي شكاوى حول مثل هذا الأمر.
وسياسة الجيش الكويتي عند الفريق الركن الشيخ خالد الصالح الصباح وهي ان تكون الموارد من عدة مصادر، فالتسليح يكون من عدة دول ومن عدة مصادر حتى تصبح لدينا قدرة قتالية عالية، قائلا: لا نعتمد على مدرسة واحدة أو تسليح واحد، أما بخصوص الدورات فلدينا عدة مدارس وعدة أنماط مختلفة من التدريب لكن يبقى عندنا النمط الخاص بالجيش.
وقال في لقاء صحافي سابق ـ ان أبناءنا من الضباط وضباط الصف ينقلون لنا كل ما هو جديد في الدول المتقدمة والمناسب للجيش الكويتي لنستفيد منه في وحداتنا القتالية أو الإدارية.
فالجيش بالنسبة للفريق الركن الشيخ خالد الصالح الصباح ليس عمليات عسكرية فقط بل له دور في الكوارث الإنسانية مثل الكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات، حيث يجب ان يساهم بالعمليات الإغاثية والدعم الإنساني، فالعسكرية لم توجد للقتال فقط، بل لحماية أمن وسلامة المواطنين في شتى المجالات ومنها المساعدة والإنقاذ في مثل تلك الكوارث.
وبسؤاله في احد لقاءاته الصحافية حول مهام الجيش هل هي هجومية أو دفاعية الطابع، قال: هو دفاعي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومحدد بالدستور الكويتي بأننا جيش دفاعي بحت، وليس لديه نوايا عدوانية خارج أراضيه، فالجيش الكويتي هو جيش دفاعي مهمته الأساسية حماية أراضينا من أي اعتداء أو اختراق وحماية الأمن بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية.
ولكن في بعض الأحيان هناك هجوم يدخل ضمن استراتيجية الدفاع وعلى سبيل المثال أن تبادر إلى الهجوم على تجمعات عدو تتكدس عند الحدود بهدف عمل عدواني، فأنت هنا مطالب بالهجوم الدفاعي الوقائي لصد خطر يتهدد أمن البلاد.
يفتخر الفريق الركن الشيخ خالد الصالح الصباح بدور القوة البرية الكبير في حرب تحرير الكويت، حيث يعتبر أنها كانت من طلائع القوات التي اشتبكت مع العدو، وظلت مستمرة بالتعامل معه بعد الغزو وآثاره وحتى يومنا هذا فنجد مخلفات للعدو من قذائف وألغام وأشباك وسلاح الهندسة في القوة البرية يقوم بتطهير المناطق، وبعض المناطق في فترة من الفترات بعد تحرير الكويت أخذتها شركات وبعض الجيوش تعاقدت الدولة معهم لتطهير المناطق من الألغام ومخلفات الغزو، حيث يؤكد دائما على الجهود الكبيرة في مسح الأراضي وتطهيرها من أجل أمن وسلامة العاملين في المشروع.