بحاجز زجاجي وزر لكتم الصوت، حاول منظمو المناظرة الرئاسية الأخيرة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن السيطرة على الخصمين خلافا للفوضى والمقاطعات التي سادت المناظرة السابقة.
وأدلى عدد قياسي من الناخبين الأميركيين بأصواتهم في عمليات التصويت المبكر هذا العام بالبريد أو مراكز الاقتراع، إذ تخطى عددهم 42 مليونا وقد يعود ذلك إلى أن لدى الناخبين مخاوف من التجمعات الضخمة في يوم التصويت وسط جائحة كورونا ويريدون التأكد من أصواتهم عبر البريد ستصل في الوقت المناسب لإحصائها.
وتمحورت المناظرة على جائحة كورونا والعلاقات العرقية وتغير المناخ والأمن القومي، في حين دعت حملة ترامب إلى أن تركز بأكملها على السياسة الخارجية.
واستبـــق ترامــب المناظرة التي اقيمت في ناشفيل بولاية تينيسي، بهجوم واسع حتى على مديرة المناظرة الصحافية كريستن ويلكر، واتهمها بأنها «يسارية ديموقراطية متصلبة»، باعتبار ان والديها ديموقراطيان.
وقبل المناظرة أيضا، شن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هجوما حادا على خلفه دونالد ترامب، في أول ظهور له في فعاليات الحملة الانتخابية لنائبه السابق بايدن.
وهاجم بشدة أسلوب ترامب المثير للانقسام وسجله في المكتب البيضاوي وحديثه المتكرر على تويتر عن نظريات المؤامرة. وقال في تجمع في فيلادلفيا «لم يظهر أي اهتمام بالعمل أو مساعدة أي أحد سوى نفسه».
وانتقد أوباما، الذي حكم لفترتين ولايزال من أكثر الشخصيات شعبية في الحزب الديموقراطي، ترامب لتعامله مع جائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الرئيس نفسه وقع ضحية للفيروس.
وقال «دونالد ترامب لن يهب فجأة لحمايتنا جميعا.. إنه لا يستطيع حتى اتخاذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه». وفي انتقاد ساخر من ماضي ترامب كمقدم في برامج تلفزيون الواقع، قال أوباما «هذا ليس برنامجا في تلفزيون الواقع.
هذا واقع». وسخر كذلك من لجوء الرئيس مرارا الى تويتر وأضاف «التغريد أثناء مشاهدة التلفزيون لا يحل المشاكل».
وقال الرئيس السابق إن ترامب «غير قادر على أن يأخذ مهامه الرئاسية على محمل الجد». ويسد ظهور أوباما خلال الحملة الانتخابية هذا الأسبوع فجوة تركها بايدن، الذي بقي في محل إقامته بولاية ديلاوير منذ يوم الاثنين للاجتماعات والتحضير قبل المناظرة.
وحذر الرئيس السابق، من ولاية فيلادلفيا من الركون لاستطلاعات الرأي وقال «أنا لا أبالي باستطلاعات الرأي»، مذكرا بأنها توقعت في 2016 أن تفوز هيلاري كلينتون بالرئاسة قبل هزيمتها المفاجئة أمام ترامب.
وأضاف أنه يومها «بقي الكثير من الناس في منازلهم، وكانوا كسالى وراضين عن أنفسهم. ليس هذه المرة! ليس في هذه الانتخابات!».
ويبدو أن أوباما كان محقا، اذ اظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن بايدن يتقدم بفارق تسع نقاط على مستوى البلاد انخفاضا من 12 نقطة خلال الأسبوع الأول من أكتوبر.
وتقدم بفارق كبير في ولايتي ميتشيغان وويسكونسن، وهما من الولايات التي تشهد منافسة حامية.
ومن جاستونيا بولاية نورث كارولاينا، وهي ولاية حاسمة أخرى، رد ترامب على أوباما ساخرا، ومؤكدا ان هذا نبأ سار. وقال ساخرا «لم يقم أحد بحملات لصالح هيلاري الخبيثة أكثر من باراك اوباما أليس كذلك؟».
وقال ترامب إن القيود المتعلقة بفيروس كورونا تضر باقتصاد الولاية، وشكا من أن الديموقراطيين ووسائل الإعلام منشغلون أكثر من اللازم بالجائحة.
وأضاف «كل ما تسمعه هو كوفيد، كوفيد... هذا كله يخرج عنهم لأنهم يريدون إخافة الجميع». لكن الوضع في الولايات المتحدة مازال مخيفا، وسط تزايد حالات الإصابة الجديدة بكورونا وأعداد من يحتاجون لدخول المستشفى، في ولايات تنافسية منها نورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن وأوهايو وميتشيغان.
وظهرت في بنسلفانيا 1500 حالة جديدة في المتوسط يوميا على مدى الأسبوع المنصرم وهو مستوى لم تشهده منذ أبريل، وفقا لتحليل رويترز. ورصدت نورث كارولاينا ألفي حالة جديدة يوميا في المتوسط خلال الأسبوع الأخير وهو أعلى مستوى تشهده على الإطلاق.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية من الناخبين مستاؤون من الطريقة التي تعامل بها ترامب مع الجائحة التي قال مرارا إنها ستختفي من تلقاء نفسها.
وفي فعالية نظمتها حملة بايدن والديموقراطيون في ولاية تكساس أمس الأول، حث الكثير من الجمهوريين في الولاية زملاءهم من المحافظين على التصويت لصالح بايدن مستشهدين بأزمة كورونا وبشخصية المرشح الديموقراطي.