نفت إيران وروسيا بشدة اتهامات وجهتها إليهما واشنطن بالحصول على معلومات تتعلق بسجلات الناخبين وبدء إجراءات للتأثير على الرأي العام قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل.
وبعد ساعات من مؤتمر صحافي لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف وجه خلاله اتهامات للبلدين، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويسري الذي ترعى بلاده مصالح واشنطن في طهران، للاحتجاج على ادعاءات قالت انها «مفبركة»، بينما اعتبر الكرملين أن ما ساقته الإدارة الأميركية ضد موسكو «لا أساس له».
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده استدعاء السفير السويسري بعد «ادعاءات لا أساس لها أدلى بها مسؤولو النظام الأميركي بشأن تدخل دول أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة».
وشدد على نفي «المزاعم المتكررة لسلطات النظام الأميركي، والتقارير المفبركة والخرقاء والاحتيالية»، مجددا التأكيد أن «لا فارق بالنسبة الى إيران بشأن أي مرشح يدخل البيت الأبيض»، بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن.
ورأى أن الاستخبارات الأميركية «دفعت بادعاء لا أساس له قبيل انتخابات البلاد من أجل الدفع بالسيناريو غير الديموقراطي المحدد سلفا، من خلال رمي اللوم على الآخرين».
وكان راتكليف أفاد أن إيران أرسلت عبر البريد الإلكتروني «رسائل خادعة» الى ناخبين أميركيين، تهدف إلى «ترويع الناخبين والتحريض على اضطرابات اجتماعية والإضرار بالرئيس ترامب»، ووزعت تسجيل فيديو يشير إلى أن أشخاصا قد يرسلون بطاقات اقتراع مزورة، بما في ذلك من خارج الولايات المتحدة.
وأوضح كذلك أن إيران وروسيا «اتخذتا إجراءات محددة للتأثير على الرأي العام في ما يتعلق بانتخاباتنا»، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية الأميركية خلصت إلى أن «معلومات متعلقة بالقوائم الانتخابية حصلت عليها إيران، وبشكل منفصل، روسيا».
واتهم البلدين بالعمل على إيصال «معلومات كاذبة» للناخبين أملا في التسبب بإحداث «ارتباك، وزرع الفوضى وتقويض الثقة في الديموقراطية الأميركية».
وبعيد النفي الإيراني، أبدت روسيا «أسفها» للاتهامات الجديدة.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «تنهال الاتهامات يوميا ولا أساس لها جميعها» معربا عن «أسفه» لما تقدمت به الاستخبارات الأميركية.
ودعا خطيب زاده الولايات المتحدة الى «الكف عن رمي اللوم الذي لا طائل منه، والاتهامات التي لا أساس لها، وفبركة السيناريوهات المريبة، وأن تحاول التصرف كبلد طبيعي على المستويات الدولية وفي العلاقة مع البلدان الأخرى».
وأتى الإعلان الأميركي بعدما قال ناخبون ديموقراطيون إنهم تلقوا رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني موجهة إليهم شخصيا ومرسلة باسم مجموعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، تأمرهم بالتصويت لصالح ترامب.
وقال ناخبون في فلوريدا والولايات الرئيسية الأخرى في المعركة الانتخابية، إنهم تلقوا رسائل من هذا القبيل.
وورد في الرسائل الإلكترونية «ستصوت لترامب يوم الانتخابات أو سنلاحقك»، مضيفة «غير انتماءك الحزبي إلى الحزب الجمهوري وأعلمنا بأنك تلقيت رسالتنا وسوف تمتثل. سنعرف المرشح الذي صوتت له».
وتنتهي الرسالة بعنوان الناخب بعد جملة تفيد «لو كنت في مكانك سآخذ هذه الرسالة على محمل الجد. حظا سعيدا».