تقلصت الآمال في وقف إراقة الدماء المستمرة منذ نحو شهر في إقليم ناغورني قره باغ الجبلي امس، بتجدد الاشتباكات بين قوات أذربيجان وقوات الأرمن العرقيين عشية محادثات واشنطن المقررة اليوم.
ووفق خطط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بلقاء وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان اليوم فقد تجددت الآمال هذا الأسبوع في أن تتفق الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان على إنهاء أعنف قتال بينهما منذ منتصف التسعينيات.
لكن هذه الآمال تقلصت بسبب استمرار القتال العنيف في قره باغ، المنشق في اذربيجان والذي يسيطر عليه الأرمن، والمنطقة المحيطة به وبسبب خطاب الغضب المتبادل بين الطرفين.
وقال بومبيو أمس الأول إنه مازال يأمل في التوصل إلى حل ديبلوماسي وأكد أن «المسار الصحيح للأمام هو وقف القتال ومطالبتهم بتخفيف التصعيد وألا تتدخل أي دولة أخرى».
جاء ذلك، فيما أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أنه لا يستبعد إمكانية لقاء رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في موسكو، وذلك للتباحث بشأن الوضع في قره باغ.
وقال علييف في مقابلة مع صحيفة «نيكاي» اليابانية: «نعم هذا الاجتماع ممكن، لقد حدثت مثل هذه الاجتماعات من قبل وكل شيء يعتمد على جدول الأعمال، لكن لسوء الحظ فإن احتمالات التسوية السلمية للصراع مع الحكومة الأرمينية الحالية بعيدة جدا».
وتابع الرئيس الاذربيجاني، بأن بلاده لا تعارض فكرة نشر مراقبين وقوات لحفظ السلام في الإقليم من حيث المبدأ، لكنها ستطرح شروطا لدخولهم.
وجدد علييف رفض باكو إجراء أي استفتاء على استقلال قره باغ، دون أن يستبعد منح الاستقلال الذاتي الثقافي للسكان الأرمن هناك.
ميدانيا، ذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن القتال اندلع في عدة أماكن امس منها أراض قريبة من خط التماس الذي يفصل بين الجانبين.
وأضافت إن أرمينيا أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية على مناطق داخل أذربيجان لكن أرمينيا قالت إن هذا «محض هراء وكذب».
وذكرت وزارة الدفاع في أرمينيا أن القتال اندلع في عدة مناطق وقال مسؤولون من إقليم قره باغ إن بلدة مارتوني وقرى قريبة منها داخل الإقليم تعرضت للقصف.
من جهتها، قالت تركيا إنها لن تتردد في إرسال جنود وتقديم الدعم العسكري لأذربيجان إذا ما تلقت طلبا بذلك منها.
وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، في مقابلة مع قناة «CNN Turk» إن بلاده لن تتردد في إرسال قوات وتقديم دعم عسكري لأذربيجان في حال تقدمت الأخيرة بطلب مناسب.
وأوضح أوقطاي، نائب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أنقرة لم تتلق أي طلب حول هذا الموضوع من قبل باكو.
كما اتهم أوقطاي رؤساء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، بالسعي إلى إبقاء قضية ناغورني قره باغ دون حل وتقديم دعم سياسي وعسكري لأرمينيا في هذا النزاع.