رجح خبراء أن يكون الناخبون الأميركيون غير المنتظمين وأولئك الذين سوف يصوتون للمرة الأولى هم من يحسمون نتيجة السباق المحتدم بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسه المرشح الديموقراطي جو بايدن.
وأدلى أكثر من 7 ملايين شخص من هذه الفئة بأصواتهم بالفعل، من بين أكثر من 42 مليون شخص اقترعوا في الانتخابات المبكرة وفقا لشركة التحليلات «تارغت سمارت»، وهو ما يمثل ضعفين ونصف ضعف عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في هذا الوقت قبل أربع سنوات، وذلك مع سماح عدد أكبر من الولايات بالتصويت الغيابي والشخصي المبكر بسبب جائحة ڤيروس كورونا.
وتقول الشركة إن نسبة تصويت هؤلاء لبايدن تفوق نسبة التصويت لترامب بـ16 نقطة مئوية.
لكن الجمهوريين يحذرون من الاعتماد على هذه الأرقام، لأن السباق قد يشهد أيضا زيادة في نسبة مشاركة الناخبين البيض الذين لم يحصلوا على شهادة جامعية، وهؤلاء هم قاعدة انتخابية رئيسية لترامب.
ويعتقد خبراء ديموقراطيون أن حزبهم يتمتع بقدرة على حشد الناخبين غير المنتظمين هذا العام، ويرجع ذلك جزئيا إلى فوز ترامب غير المتوقع في عام 2016.
وتكمن أهمية أصوات هذه الفئة، في أنه من المرجح أن يحسم نتيجة الانتخابات هامش ضيق من الأصوات ليفوز المرشح بأصوات مندوبي الكلية الانتخابية.
وقد فاز ترامب بهامش صغير للغاية في عدد من الولايات المتأرجحة، رغم فوز منافسته هيلاري كلينتون بالأصوات الشعبية بفارق حوالي ثلاثة ملايين صوت.
باري بوردن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ويسكونسن، قال إن هذا الهامش يطارد بعض أولئك الذين لم يصوتوا في 2016: «لقد ذهلوا مما حدث قبل أربع سنوات».
بدورها، تقوم حملة ترامب بمعركة شرسة لإشراك الناخبين غير المنتظمين في الولايات الحاسمة، حيث يطرق متطوعو الحملات الأبواب نيابة عن المرشحين للتحدث مع الناخبين وتقديم معلومات حول كيفية الإدلاء بأصواتهم.
وقد ساعد هذا الجهد الحزب الجمهوري على كسب عشرات آلاف الناخبين المسجلين في ولايات مهمة مثل: بنسلفانيا وفلوريدا ونورث كارولاينا، ما أدى إلى تآكل القاعدة الديموقراطية في هذه الولايات.
باتريك سيباستيان، الخبير الاستراتيجي الجمهوري، قال إن كلا الحزبين يتمتعان بدعم قوي من ناخبيهما الأساسيين ولكن لا يمكن الاعتماد عليهم وحدهم.
وتقول رويترز، إن حوالي 40% من الأميركيين الذين لهم حق التصويت لا يصوتون عادة في الانتخابات الرئاسية. ففي 2016، صوت نحو 137 مليون شخص، لكن لم يشارك 100 مليون ناخب آخر، بحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلوريدا، مايكل ماكدونالد.
ويتوقع بعض الخبراء أن تكون نسبة المشاركة أعلى بشكل كبير هذا العام، حيث حفزت ولاية ترامب الأولى الناخبين عبر ألوان الطيف السياسي، بما في ذلك الملايين الذين بقوا في منازلهم قبل أربع سنوات.
وتظهر العديد من استطلاعات الرأي أن الناخبين غير المنتظمين يدعمون بايدن بفارق كبير.
وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، في أكتوبر، أن بايدن يتفوق على ترامب بنسبة 16 نقطة بين أولئك الذين لم يصوتوا قبل أربع سنوات.
وبالمثل، أظهر استطلاع للرأي أجراه، مركز أبحاث الانتخابات بجامعة ويسكونسن، في سبتمبر، أن بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 27 نقطة، من بين من لم يصوتوا في عام 2016 في ولايات ويسكونسن وميتشيغان وبنسلفانيا، وهي الولايات الثلاث التي منحت ترامب فوزا غير متوقع في ذلك العام.
لكن الجمهوريين يقولون إن بيانات التصويت المبكر لا تعني الكثير، وإن الأهم هو نتيجة الفرز النهائي، ويتوقعون أن يصوت المزيد من أنصار ترامب شخصيا في يوم الانتخابات.
وفي حين أن الجائحة دفعت الديموقراطيين إلى تقليص حملات تسجيل الناخبين الشخصية، فقد كثف الجمهوريون حملة طرق الباب لكسب حماس الناخبين، وبينهم أولئك الذين يصوتون فقط بشكل متقطع أو لم يدلوا بأصواتهم قط.
ومن عوامل الجذب الرئيسية لهؤلاء الناخبين تجمعات حملة ترامب، فحوالي 23% ممن حضروا تجمعا انتخابيا للحملة، يوم 13 أكتوبر، في جونستاون بولاية بنسلفانيا، لم يصوتوا أبدا، و30% في تجمع آخر بمدينة كارسون سيتي، في ولاية نيفادا، وفقا لمسؤول في حملة ترامب.