وكالات: أعلن زعماء الولايات المتحدة الأميركية والسودان وإسرائيل، أن قادة الدول الثلاث اتفقوا على «تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما».
وغرد المتحدث باسم البيت الأبيض جود ديري عبر تويتر"أعلن الرئيس (ترامب) أنّ السودان وإسرائيل توافقا على تطبيع العلاقات بينهما، في خطوة كبيرة جديدة نحو السلام في الشرق الأوسط".
وقال ترامب الذي يواجه منذ فترة تراجعا في شعبيته، بحسب استطلاعات الرأي، "إنه انتصار ضخم للولايات المتحدة وللسلام في العالم".
وأضاف "وافق السودان على اتفاق سلام وتطبيع مع إسرائيل!
وحضر صحافيون في المكتب البيضاوي اتصالا هاتفيا بين دونالد ترامب ومسؤولين في إسرائيل والسودان.
وأكد مصدر حكومي في الخرطوم أن اتصالا هاتفيا جرى بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ورئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.
ووصف نتانياهو تطبيع العلاقات مع السودان بأنه "تحول استثنائي". وقال في بيان بالعبرية "يا له من تحوّل استثنائي! اليوم تقول الخرطوم نعم للسلام مع إسرائيل، نعم للاعتراف باسرائيل ونعم للتطبيع مع إسرائيل".
وذكر المصدر الحكومي السوداني أن الاتصال الهاتفي حصل بعد إعلان ترامب سحب السودان من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وقال بيان مشترك لزعماء الدول الثلاث، نشرته وكالة أنباء السودان «سونا» إن كلا من: الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تناولوا «التقدم التاريخي الذي أحرزه السودان وفرص تعزيز السلام في المنطقة».
وأضاف البيان أنه «عقب عقود من العيش تحت ظل ديكتاتورية وحشية تولى الشعب السوداني زمام أموره أخيرا، وأظهرت الحكومة السودانية الانتقالية شجاعة والتزاما نحو مكافحة الإرهاب وبناء المؤسسات الديموقراطية، وتحسين العلاقات مع الجيران، وفي ضوء هذا التقدم التاريخي، وبعد قرار الرئيس ترامب إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فقد اتفقت كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على اقامة شراكة مع السودان في بدايته الجديدة وضمان اندماجه بالكامل في المجتمع الدولي».
وأوضح البيان أن «الولايات المتحدة ستتخذ خطوات لاستعادة الحصانة السيادية للسودان، وإشراك شركائها الدوليين لضمان تقليل أعباء ديون السودان، بما في ذلك دفع المناقشات حول الإعفاء من الديون، بما يتفق مع مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون».
وأكد البيان أن كلا من: الولايات المتحدة وإسرائيل التزمت بالعمل مع شركائهما لدعم شعب السودان في تعزيز ديموقراطيته، وتحسين الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاستفادة من إمكاناتهم الاقتصادية.
وقال البيان ان «القادة اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما، وان القادة اتفقوا على بدء علاقات اقتصادية وتجارية، مع التركيز الأولي على الزراعة كما اتفق القادة على أن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها من المجالات لصالح الشعبين».
وأشار البيان الى ان القادة عقدوا العزم على العمل معا لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة وان هذه الخطوة ستعمل على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وأفريقيا.
في المقابل، أكدت الرئاسة الفلسطينية «إدانتها ورفضها لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تغتصب أرض فلسطين».
واعتبرت إعلان تطبيع العلاقات بين البلدين «مخالفا لقرارات القمم العربية، وكذلك لمبادرة السلام العربية المقرة من قبل القمم العربية والإسلامية، ومن قبل مجلس الأمن الدولي وفق القرار 1515».
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان «خطيئة سياسية».
وقالت الحركة في بيان «نعبر عن إدانتنا وغضبنا واشمئزازنا من هذا التطبيع المشين والمهين».
ووصفت حركة الجهاد الإسلامي التطبيع بين السودان وإسرائيل بأنه «كتاب أسود يسجله السودان في تاريخه، وخيانة للأمة العربية».
وعقب الإعلان عن اتفاق التطبيع، كتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على صفحته الرسمية على فيسبوك «أرحب بالجهود المشتركة للولايات المتحدة الأميركية والسودان واسرائيل حول تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وأثمن كافة الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين».