عززت الاحصاءات القياسية التي يسجلها فيروس كورونا المستجد التحذيرات التي اطلقتها منظمة الصحة العالمية من شتاء قاس أمامنا، لكن اعلان شركتين أميركيتين استئناف تجاربهما على اللقاح قدمتا بعض الأمل بضوء في نهاية النفق.
فقد أظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز الاميركية المتخصصة أن عداد الاصابات تجاوز 42 مليونا وربع المليون، وارتفعت حالات الوفيات لأكثر من مليون و146 الفا.
ونحو ربع هذه الاصابات في قارة آسيا وحدها حيث تخطت حاجز العشرة ملايين إصابة، لتسجل ثاني أكبر تعداد من حيث عدد بين مناطق العالم وفق إحصاءات رويترز، مع استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس في الهند على الرغم من انخفاضه الحاد في أماكن أخرى.
وقال مدير المنظمة، تيـــــــدروس أدهـــانــــوم غيبيريسوس، إن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يواجه لحظة حاسمة في مكافحة جائحة كوفيد-19، وقال خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، أن «الكثير من الدول تشهد تزايدا مطردا في إصابات كوفيد-19 ويؤدي ذلك الآن إلى إشراف وحدات العناية المركزة على بلوغ طاقة استيعابها القصوى أو بلغتها بالفعل مع أننا ما زلنا في أكتوبر».
وحذر من أن «الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة جدا وبعض الدول في مسار خطير».
وطلب المدير العام للمنظمة «من القادة (السياسيين)، اتخاذ إجراءات فورية بهدف تفادي وفيات إضافية غير ضرورية، وانهيار الخدمات الصحية الأساسية، وإقفال المدارس. أكرر ما سبق لي أن قلته في فبراير: هذا ليس تمرينا».
ورأى غيبيريسوس أنه في حال تمكنت الحكومات «من جعل أنظمة البحث عن الحالات المخالطة مثالية، والتركيز على حجر كل الحالات ووضع كل المخالطين في العزل»، سيصبح من الممكن تفادي العودة إلى فرض إجراءات عزل شاملة.
في هذه الاثناء، تستأنف التجارب في الولايات المتحدة بعد تعليق مؤقت، لتزداد فرص الحصول على لقاح أو لقاحات عدة مرخص لها إلى جانب مشاريع أميركية أخرى.
وقد استؤنفت التجارب على لقاح جامعة أوكسفورد البريطانية ومجموعة «أسترازينيكا» للأدوية بالفعل في الولايات المتحدة بعد توقف دام أكثر من ستة أسابيع في البلاد.
أما التجربة الأخرى فتجريها مجموعة «جونسون أند جونسون» وستعاود قريبا بعد حصولها على الضوء الخضر من لجنة مستقلة درست مرضا غامضا أصيب به أحد المتطوعين في أكتوبر، لكن لم يثبت ارتباطه باللقاح.
إلى ذلك، فرضت دول عدة في أوروبا الشرقية أمس قيودا جديدة على غرار بلدان كثيرة في هذه القارة التي تجاوز عدد الإصابات فيها 8.2 ملايين، فيما توفي أكثر من 258 ألفا وأصبحت فرنسا ثاني دولة أوروبيا تتجاوز فيها حصيلة الإصابات المليون بعد اسبانيا.
ويتفاقم الوضع الوبائي في شرق القارة خصوصا. وأمام الارتفاع الكبير صنفت پولندا أمس كل أراضيها «منطقة حمراء»، وستقفل المطاعم والمدارس الابتدائية جزئيا فيما سيواصل تلاميذ المدارس الثانوية وطلاب الجامعات التعلم عن بعد.
ومنعت حفلات الزواج وقلص عدد الأشخاص الذين يحق لهم التواجد في المتاجر ووسائل النقل والكنائس بشكل جذري.
وقد طال الفيروس حتى الرئيس الپولندي اندريه دودا على ما أعلن أمس سكرتير الدولة لشؤون الرئاسة الپولندية.
وكتــــــب بـــواجـــــي سبيتشالسكي في تغريدة على «تويتر»: «كما كان مقررا خضع أندريه دودا لفحص كورونا. وأتت النتيجة إيجابية. والرئيس بصحة جيدة».
وكان الرئيس الپولندي شارك الاثنين في منتدى استثماري في تالين حيث التقى نظيره البلغاري رومين رادين الذي حجر نفسه بعد ذلك بسبب تواصله مع شخص مصاب في بلده.
وفي سلوفاكيا المجاورة، دخل حظر تجول ليلي حيز التنفيذ أمس. وفي تشيكيا حيث مستوى الإصابات والوفيات هو الأسوأ في أوروبا خلال الأسبوعين الأخيرين، تم فرض إغلاق جزئي حتى الثالث من نوفمبر.
وبدأ إغلاق جزئي أيضا في سلوفينيا التي أصيب وزير خارجيتها انزه لوغار بالفيروس أمس.
وفرض حظر تجول ليلي في أثينا وتيسالونيكي أكبر مدينتين في اليونان اعتبارا من أمس فيما بات وضع الكمامة إلزاميا في الداخل كما في الخارج.
وفي بقية أرجاء القارة الأوروبية يثير الوضع القلق في فرنسا خصوصا التي تجاوزت عتبة المليون إصابة مع 42032 إصابة في 24 ساعة وهو مستوى قياسي جديد.
وتخشى السلطات الصحية الآن موجة ثانية «أسوأ من الأولى» مشيرة إلى أنها تدرس إجراءات عزل محلية. وأمام هذا الارتفاع وسعت الحكومة حظر التجول الليلي الذي بات يشمل منذ مساء الجمعة 46 مليون شخص في باريس والمدن الرئيسية أي ثلثي إجمالي عدد السكان لمدة ستة أسابيع.
وفي إسبانيا التي تجاوزت رسميا عتبة المليون إصابة، قال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إن العدد الفعلي «يتجاوز الثلاثة ملايين».
وقبيل ذلك أعلنت مناطق عدة تشديد القيود، داعية الحكومة المركزية إلى فرض حظر تجول ليلي.
وفي بلجيكا، قررت سلطات المقاطعات الخمس الناطقة بالفرنسية تشديد الإجراءات المقررة على المستوى الفيدرالي.
وتعتزم شرطة العاصمة الألمانية برلين استخدام ضوابط مشددة اعتبارا من الغد لحث الناس على الالتزام بقواعد مكافحة جائحة كورونا.
وقال متحدث باسم الشرطة: «نحن موجودون في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل».
ومن المقرر نشر حوالي ألف شرطي على مدار اليوم، نصفهم من الشرطة الاتحادية.