كثّف الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الطامح لولاية ثانية في البيت الابيض نشاطاته ويركز في الأمتار الأخيرة من السباق، على الولايات الحاسمة أملا في تكرار سيناريو 2016 وفوزه المفاجئ على هيلاري كلينتون التي كانت تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمها كما هي الحال مع المرشح الديموقراطي جو بايدن حاليا.
وقبيل عشرة أيام فحسب على يوم الانتخابات، انضم ترامب الى نحو 53.5 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات المبكرة، وهو عدد قد يسهم في أعلى نسبة تصويت خلال ما يربو على 100 عام وفقا لبيانات مشروع الانتخابات الأميركية.
واقترع ترامب في وست بالم بيتش بالقرب من منتجع مارالاجو الذي يملكه بعدما غير مقر إقامته الدائم وعنوانه في سجلات الناخبين في العام الماضي من نيويورك إلى فلوريدا، وهي من الولايات التي يتعين عليه الفوز بها لدعم مسعاه لاقتناص فترة رئاسة ثانية.
ويشير الإقبال على التصويت المبكر إلى الاهتمام الكبير بالسباق وأيضا إلى حرص الناس على تجنب خطر الإصابة بكوفيد-19 بسبب الزحام على مراكز التصويت يوم الانتخاب.
ومددت العديد من الولايات فترة التصويت بالحضور الشخصي في الانتخابات المبكرة وكذلك التصويت عبر البريد قبيل يوم الانتخابات تحاشيا للمخاطر في ظل جائحة كورونا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم بايدن على ترامب على مستوى البلاد لكن النسب أكثر تقاربا بينهما في ولايات مهمة يمكنها حسم نتيجة الانتخابات.
وسيزور ترامب ثلاثا من هذه الولايات بعد الإدلاء بصوته وسيعقد مؤتمرات انتخابية في نورث كارولاينا وأوهايو وويسكونسن.
وقبل 10 ايام فقط على انتخابات الثالث من نوفمبر، قال مشروع الانتخابات بجامعة فلوريدا إن أكثر من 53 مليون أميركي صوتوا باكرا في وتيرة قياسية.
وقال مايكل ماكدونالد الذي يدير المشروع إن الانتخابات يمكن أن تسجل رقماً قياسياً جديدا في نسبة الإقبال متجاوزة نسبة المشاركة التي بلغت 60% في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويشير زيادة التصويت المبكر إلى الاهتمام الكبير بالسباق وحرص الناس على تجنب خطر التعرض للإصابة بكوفيد-19 خلال حشود يوم الانتخابات. ويحد التصويت المبكر الضخم من فرص ترامب لتغيير الآراء قبل انتهاء التصويت.
ويتصدّر بايدن الاستطلاعات على الصعيد الوطني كما في معظم الولايات الأساسية على غرار فلوريدا التي عادة ما تقرر الفائز في الانتخابات الأميركية.
واستبعد مراقبون أن تكون المناظرة الأخيرة التي جرت الخميس بين ترامب وبايدن قد قلبت الموازين بشكل كبير.
وفي مسعى لكسب أصوات الناخبين المسنين التي تعد غاية في الأهمية في فلوريدا، نظم ترامب تجمّعا انتخابيا في منطقة «ذي فيلاجيز» التي تقطنها غالبية من المتقاعدين حيث قال لحشد كبير إن كل ما يتحدّث عنه بايدن هو «كوفيد، كوفيد، كوفيد» في محاولة لـ«تخويف الناس».
وتعهد «سننهي هذا الوباء سريعا، هذا الطاعون الفظيع»، مشددا مجددا على رسالته التي لطالما أصر عليها وهي أن فيروس كورونا يتلاشى، فيما أعداد الإصابات تواصل الارتفاع، حيث تجاوزت 8 ملايين ونصف اصابة تقريبا وأكثر من 224 ألف وفاة.
وقال ترامب ردا على تحذير بايدن من «شتاء قاتم» مقبل «لا ندخل شتاء قاتما. ندخل المفرق الأخير ونقترب من النور في نهاية النفق».
وكرر استخدام أوراقه المعهودة في التخويف، محذرا من أن بايدن سيسمح بدخول حشود المهاجرين غير الشرعيين الذين قال إن بينهم «مجرمين ومغتصبين وحتى قتلة».
وقال «جو بايدن يهتم بالأجانب غير الشرعيين أكثر من اهتمامه بالمواطنين المسنين».
ووضع ترامب مخططا مكثفا لعطلة نهاية الأسبوع ونظم تجمّعات في كارولاينا الشمالية وأوهايو أمس ومن ثم نيوهامبشر اليوم.
وكما كان طوال حملته الانتخابية، بدا بايدن أكثر هدوءا. لكن حتى الديموقراطي البالغ 77 عاما يكثّف نشاطه في سباق الأمتار الأخيرة.
وأدلى بخطاب في ولايته ديلاوير بشأن التعافي الاقتصادي من الوباء، منتقدا سجل ترامب ومتعهدا على غرار خصمه بأنه سيوفر لقاحا آمنا مجانيا لفيروس كورونا المستجد لكل من يريده.
وقال «رأيناه لدى رفضه تحمّل المسؤولية عن أزمة كان من المفترض أن تقابل بقيادة رئاسية حقيقية.... رأينا كيف استهان بالألم الذي شعر به العديد من الأميركيين».
وأضاف «مر على الأزمة ثمانية شهور وما زال الرئيس لا يملك خطة. استسلم وتخلى عنكم وعن عائلاتكم وعن أميركا».
ووضع بايدن برنامجا مكثفا بدوره حيث نظم أمس تجمعا في بنسيلفانيا، وهي على غرار فلوريدا، من أهم الولايات الرئيسية التي تحسم نتيجة الانتخابات. فيما نظم الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي كان بايدن نائبه، تجمّعا في ميامي.