أسامة دياب
تمتاز أوزبكستان بإمكانات سياحية هائلة وآثار قديمة ضاربة في عمق التاريخ وطبيعة خلابة وتنوع ثقافي مشهود يجعل منها وجهة سياحية مميزة ومحببة للسائحين من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن التقدم والتنمية الحضارية التي تعيشها في الوقت الحاضر.
ولقرون طويلة، لفتت اوزبكستان انتباه العالم بموقعها الجغرافي الفريد على طريق الحرير العظيم والذي كان وجهة التجار والجغرافيين والمبشرين والسائحين فيما بعد، حيث احتفظت بتاريخ وعادات وتقاليد وثقافات القوميات التي سكنتها، وأصبحت الآن تشكل جزءا من تاريخ طريق الحرير العظيم.
السياحة في أوزبكستان تأخذك إلى عبق التاريخ والمدن التي اشتهرت واقترن اسمها بكبار العلماء والمفكرين مثل سمرقند وطشقند وبخارى وخوارزم والتي كانت موطنا لعلماء بارزين مثل ابن سينا والخوارزمــي والبخــاري والترمذي والبيروني وغيرهم، وشكلت تلك المدن منارات للعلوم والثقافة وزخرت بمراكزها العلمية ومدارسها التي ازدهرت فيها العمارة والفنون التطبيقية والحرف اليدوية، وكانت لها مساهمات بارزة في تطوير الحضارة العالمية.
وتعتبر أوزبكستان بآثارها وثقافاتها القديمة التي تنتمي إلى مختلف العصور «خزينة التاريخ»، كما أن العديد من آثارها التاريخية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث ظلت العديد من تلك المعالم الأثرية والمباني المعمارية الفريدة بحالة جيدة حتى يومنا هذا، وتشكل أهمية كبيرة للتراث الثقافي البشري.
وتعد طشقند وبخارى وسمرقند وخوارزم وشهرسبز من أشهر المدن السياحية في أوزبكستان، ولكل مدينة طابع خاص وتراث فريد وتاريخ مميز، فسمرقند بآثارها الرائعة مدينة يمكن للمرء أن يشعر فيها بأنفاس التاريخ، فهي غنية بالآثار القديمة والمدارس والأضرحة والمآذن التي تزينها، وتعتبر ساحة سمرقند الأسطورية في رجستان واحدة من المعالم المعمارية الرئيسية في آسيا الوسطى.
أما مدينة بخارى فهي واحة التاريخ وحاملة أحد مشاعله الثقافية، وتضم أكثر من 140 نصبا تذكاريا للعمارة القديمة، وتعتبر مئذنة كاليان الرمز اللافت للمدينة والأبراج فوقها، وكل من رأى «المئذنة العظيمة» التي بنيت عام 1127 سيبقى في ذاكرته لفترة طويلة انطباع عظمتها وجمالها الأصلي، بالإضافة إلى قلعة «آرك» والعديد من المعالم الأثرية الأخرى التي تحيط بك في كل مكان تقريبا، إلا أن تأثير الحرفيين البارعين في صناعة الأنماط القديمة من النحاس والفضة أمام عينيك مباشرة ستظل عالقة في ذاكرتك.
وكانت خوارزم المدينة الوحيدة في فترة طريق الحرير العظيم، والتي لم تتضرر بالكامل حتى الآن، واكتسبت شهرة واسعة كمتحف مفتوح، ويعود تاريخ معظم الآثار المعمارية لمجمع Ichan-Kala في خيوة إلى أواخر القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر، ولكن الحفريات على أراضيها كشفت عن طبقات قديمة تعود إلى القرن الثالث حتى القرون السابقة قبل الميلاد، ويحيط بـ Ichan-Kala جدار سميك يبلغ طوله 2100 متر وله عدة بوابات، والآثار القديمة على الأراضي الأوزبكية الحالية مدرجة في قائمة قيم الحضارة العالمية، وهذه الآثار واقعة على طول طريق الحرير العظيم تجذب انتباه عامة الناس سواء المتخصصون الذين يدرسون الشرق والعلاقات الدولية للعالم القديم أو الأشخاص العاديون الذين يبحثون عن معرفة العالم المجهول.
وطشقند، عاصمة أوزبكستان الحالية، هي واحدة من أكبر مدن آسيا الوسطى وتسمى «نجمة الشرق» و«رسول السلام»، حيث تعكس هذه الأسماء بشكل مثير للدهشة جوهر المدينة، التي كانت تضيء بشكل رمزي بنور السلام واللطف حياة سكانها وطريق المسافرين، وهي غنية بالآثار الأثرية، ولم تتم دراسة أي من مدن آسيا الوسطى بدقة من قبل العلماء كعاصمة أوزبكستان، وقبل عشر سنوات فقط كان هناك 39 معلما أثريا معروفا على أراضي المدينة، بينما تم التنقيب اليوم عن أكثر من 240 أثرا.
وللسيـــاحة في أوزبكستان مذاق فريد وأنشطة متنوعة وأوجه ثقافية عديدة، فضلا عن كرم ضيافة وود شعبها، فأينما تذهب فأنت محاط بدفء أهلها.
أفضل أوقات الزيارة
يعتبر فصلا الربيع والخريف من أفضل الأوقات لزيارة أوزبكستان من شهر أبريل إلى مايو، ومن سبتمبر إلى أوائل نوفمبر، حيث يكون الجو دافئا وجافا، ويمكن للسائحين الاستمتاع بدفء الجو وممارسة الأنشطة المميزة.
المطبخ الأوزبكي غني بالمأكولات الشهية