تكرر فرنسا الآن الشتائم والتوصيفات المسيئة التي كانت ترددها الجاهلية الأولى تجاه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتي سجلها القرآن الكريم كإشارة لسفاهة أولئك القوم وتدني تفكيرهم إزاء رسالة الله تبارك وتعالى، فقد وصفوه بالمجنون والساحر، واستهزؤوا به.
الآن فرنسا التي توصف بأنها مفجرة ثورة حقوق الإنسان، وبلاد الثقافة والجمال، تعيد هذه الاستهزاءات الجاهلية بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم برسومات منحطة تعكس خبث وحقارة من رسمها ومن روج لها ومن رضي بها، ومن سمح بعرضها بالصحف، أو عبر شاشات في الميادين العامة. وتزامن ذلك مع غلق جملة من المساجد والجمعيات الإسلامية هناك، في ردة فعل انفعالية غير عقلانية إزاء حادث قتل فردي لم يؤيده المسلمون، بعد إساءة مباشرة من المقتول للنبي صلى الله عليه وآله!
تصرف فرنسي أهوج يذكرنا بالصبية المراهقين عندما يتشاجرون! تنفلت انفعالاتهم بلا عقل ولا أدنى تفكير.
معقول تعاقب باريس مئات الملايين المسلمين بالمساس بمقدساتهم السامية بجريرة شخص واحد! إن من شأن ذلك تزايد جرعة الغضب عليهم. وها هي دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية تتزايد، كأبسط إجراء شعبي.
إن المساس بالمقدسات مرفوض من الأشخاص ومن المؤسسات والحكومات، والنصوص الدينية تجرمه بأشد العقوبات، لكن ذلك لا يأتي من خلال مبادرات شخصية، تتجاوز المؤسسات الشرعية والقانونية، التي تحقق وتشخص بتمهل قبل العقاب، وإلا تحول المجتمع إلى فوضى كل يأخذ حقه بيده.
ولتعلم فرنسا أن هذه الإساءة في حقيقتها إساءة لنظامها السياسي ومؤسساتها الإعلامية والثقافية، وستبقى وصمة عار عليها، ولعنة على كل مسيء مع كل أذان صلاة يصدح في كل لحظة في أصداء العالم باسم محمد، مع كل صلاة تلهج بالوحدانية لله تعالى وبرسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
[email protected]