من الصور الطيبة التي نفخر بها ما قام به شباب الكويت أبناؤنا من أعمال تطوعية ناجحة فاقت كل التوقعات، ومن بينها العمل في الجمعيات التعاونية وشركة المطاحن والمخابز أثناء الغزو العراقي الآثم، وأثبتوا لنا أنهم مازالوا قادرين على بذل المزيد، وها هي شركة المطاحن والمخابز الكويتية تتيح المجال لأبناء الوطن للمشاركة في دعم منظومة الأمن الغذائي بالعمل في هذا المرفق الحيوي المهم الذي يصل إنتاجه إلى كل بيت، ويشعرنا بالأمن والأمان.
ويجب على أبناء الوطن انتهاز فرصة العمل بهذا المرفق المهم لأن العمل به شرف وطني ومدعاة للفخر، وعلى شركة المطاحن والمخابز الكويتية ألا تبخل بالمزايا الوظيفية على أبنائنا بل تتسابق لاستقطابهم وتشجيعهم على المشاركة في توفير الخبز لكل بيت، وما أجمل أن يكون خبزنا من صنع أيدينا وأيدي أبنائنا الذين هم أعظم استثمار للوطن.
وهناك أيضا العديد من المجالات والأعمال التي يجب ألا يخجل أبناؤنا أو يتواروا عن العمل بها، فالأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها، وعلى الدولة توفير نظام مرن يشجع الشباب على مبادرات الأعمال غير التقليدية والأنبياء خير مثال على ذلك، فقد كان نبي الله داوود يأكل من عمل يده والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعمل برعي الأغنام.
ويجب أن نغرس ونعزز في أبنائنا أن العمل عبادة وقيمة للإنسان ولنا في الأنبياء أسوة حسنة، فقد كانوا يعملون ولا يستنكفون العمل كما كان أجدادنا يعملون في حقبة ما قبل النفط سواء كان في الغوص على اللؤلؤ أو بمهن أخرى لا يتقنها أحد غيرهم حتى الآن، ولذلك لابد من إعادة قيمة العمل الاجتماعية والإنسانية والوطنية وخصوصا بين الأجيال الجديدة، لأن العالم يتغير، والاقتصاد العالمي لا يمكن التنبؤ بمؤشراته واتجاهاته، والاستثمار البشري هو أعظم استثمار لأي وطن يتطلع إلى المجد والعزة.