قناة الجزيرة منذ انطلاقتها فضائيا في تسعينيات القرن الماضي وحتى وقت قريب بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة كانت تدس سم «أجندتها» في عسل «أخبارها» ونالنا منها كشعب وكدولة الكثير من الإساءات، واستخدمت برامجها الحوارية تحديدا لضرب الصورة الكويتية المحايدة، ويمكن لأي راصد أن يعود أرشيفيا وسيجد أن القناة أو الموقع الإخباري الإلكتروني «الجزيرة نت» كان يحمل نفسا معاديا للكويت، ويظهر أحيانا بشكل جمل استفزازية في أسئلة معدة سلفا في أي من البرامج الحوارية.
***
ولشدة ما آذتنا به الجزيرة اكتسبنا ككويتيين مناعة ضد هذا النوع من الهجوم الإعلامي من الجزيرة ومن غيرها، وخلال تلك الفترة التي ذكرتها كانت الجزيرة تتوقف عن الهجوم على الكويت إذا وصل الأمر إلى الاستدعاء الديبلوماسي غير المعلن، وتحترم أخبارها وتعود لحياديتها شهرا أو شهرين ثم ما تلبث أن تعود إلى هجومها المعتاد، مرة يعتذرون ومرة يوقفون برنامجا كنوع من الاعتذار الشديد ومرة يوقفون مذيعا، ولكنهم ما يلبثون أن يعودوا.
***
الجزيرة وبعد الأزمة الخليجية أصبحت تهادن الكويت بشكل مبالغ فيه، ولكن للأسف الطبع يغلب التطبع، وقامت الجزيرة عبر حساب الجزيرة مصر على تويتر بإبراز خبر اعتداء مواطن كويتي على طبيبة مصرية في مستوصف، وهي حادثة محلية لا تستحق أن تكون أكثر من خبر صغير في الصفحة الأمنية، ولكن الجزيرة قامت بنقل الخبر بل وخدش قدسيته إعلاميا وهولت من الحادثة وأبرزته بل قامت بعمل إعادة «ريتويت» له واستخدمت صياغة خبرية «موجهة» لتجعل من هذا الخبر البسيط مثار سخط الأشقاء المصريين.
تعهد غريب رغم أن الحادثة بسيطة ووصلت إلى الجهات الأمنية وانتهت كقضية حالها حال عشرات القضايا اليومية، ولكن انتقائية الجزيرة لها وفي هذا التوقيت المشحون وصياغة الخبر بطريقة درامية موجهة يثبت أن الأمر متعمد ومقصود وموجه ضد الكويت.
***
الجزيرة بالمناسبة وفي برنامج «ما خفي أعظم» تحاول أن تصدر البرنامج كأنه تحقيق استقصائي، والحقيقة وأنا هنا أتحدث من واقع خبرتي كصحافي استقصائي، أن الصحافة الاستقصائية بريئة من ذلك البرنامج براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأبرز الأخطاء أنه من الواضح الفاضح الشاطح الناطح أن المصدر الرئيسي لمعلومات البرنامج هي جهة استخباراتية أو جهة أمنية وهو ما يسقط صفة الصحافة بأكملها عن البرنامج ومن يقدمه ومن بعده، فالصحافيون الحقيقيون لا يعملون لدى جهات أمنية، على الأقل وفق التعريف الأخلاقي للصحافة.
***
الجزيرة قد تقول ما لا يقوله الآخرون، ولكنها لا تقول كل شيء، وإن قالت ذكرت ما تقول بتوجيه لا يخفى لا على أذن ولا عين أحد.
***
السؤال الآن لمسؤولي الجزيرة: عسى ما شر، شنو اللي غيركم علينا؟!
يجب أن تتوقفوا عن التلاعب بصياغة الأخبار ودس السم بالعسل، أقسم بالله حنا مو ناقصينكم.
وأعلم وأنا على يقين من ذلك أن الهدف النهائي من الخبر الذي نقلتموه بطريقتكم هو لتعميق الخلاف بين الكويت ومصر ولو حتى على مستوى مستخدمي وسائل التواصل، هدفكم لن يتحقق ورجاء احترمونا مثلما احترمناكم.
[email protected]