الشعور بالغضب تجاه الإساءة للدين الإسلامي أو الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت أن قلوبنا لا تزال حية رغم كل ما نعاني منه ونواجهه.
ولكن الكثير من حملات مقاطعة البضائع لعدد من الدول مثل الأميركية والدنماركية والإماراتية والمصرية والتركية قد باءت بالفشل.
وسبب فشل كل تلك الحملات هو أن أغلب الداعين لها استخدموها وسيلة لإبراء الذمة ومحاولة إثبات أننا لسنا عاجزين عن فعل شيء في هذا العالم ليس أكثر.
لكن الحقيقة أننا لسنا عاجزين عن فعل شيء في هذا العالم، بل نحن عاجزون عن التفكير والابتكار لوسائل تحقق لنا ما نريد، علينا أن نفكر خارج الصندوق ونترك الوسائل التقليدية، فلن ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تغرد في تويتر أو أن تضع صورة أو شعارا في مكان ظاهر هنا!
نعم، لسنا عاجزين عن المقاطعة، والدليل على عدم عجزنا أن مقاطعة الكيان الصهيوني والبضائع الإسرائيلية مازالت قائمة وتحقق أهدافها بفعالية، والدليل على ذلك هو أن الصهاينة يهتمون بإقامة العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية أكثر من اهتمامها بإقامة العلاقات الديبلوماسية.
وحتى إذا حدث أن تسربت بضائع إسرائيلية إلى أسواقنا، فنحن نعرف رد فعل المجتمع على هذا الأمر جيدا.
إذن، نحن قادرون فعلا وناجحون حقا، حتى لو أرادوا إيهامنا بغير ذلك، والمطلوب هو الدعم الحكومي والمجتمعي للحملات الشعبية.
فقد ثبت قطعا أن التحرك الشعبي وحده لا يكفي، والمطلوب نوع مختلف من العمل، فالحملات الشعبية لمقاطعة المنتجات هي مبادرة عاطفية، وليست عملية ولن تجدي نفعا (وحدها).
هناك العديد من المؤسسات والجمعيات والاتحادات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني التي لديها علاقات في المنظمات الإقليمية والدولية التي عليها اتخاذ موقف حاسم وحازم مع مثيلاتها الفرنسية والأوروبية.
وهناك وزارة التجارة وغرفة التجارة وهما الحجر الأساسي في العمل لنصرة رسولنا ﷺ إذا ما أردنا لحملة المقاطعة أن تنجح.
وهناك تحرك حكومي وديبلوماسي مفقود عبر وزارة الخارجية واتخاذ مواقف حاسمة ضد الرئيس الفرنسي الذي يجب أن يعلم أن زراعة الكراهية لن تؤدي إلا لانتشار المزيد من الكراهية.
كل تلك العوامل كفيلة بنجاح حملات المقاطعة وستجعل الجبن الفرنسي يتعفن بعد أن يمتنع المجتمع عن شرائه.
وفي الختام، تحية أبيّة لكل من يرفض الإساءة للدين والنبي الكريم باسم الحرية.
اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا، فأنت أعلم بحالنا منا، فاهدنا رشدنا وانصرنا على من عادانا وأساء لنبيك وحبيبك ﷺ.
[email protected]