هناك في الجبل المقدس «الأرض المحرمة» التي يحرم دخول النساء وغير الأرثوذكس إليها، كانت رحلة الأكاديمي الرحالة، الذي أحيا تراث أجدادنا المؤرخين العرب العظام في استخدام الرحلة الأكاديمية بالكشف عن التاريخ والآثار، كما أخرج كنوز المعرفة من الأديرة والمكتبات في سفوح جبل آثوس المقدس. من الكويت انطلق الشامخ الأستاذ د.عبدالهادي العجمي بحثا عن آثار ومخطوطات وتراث أجدادنا العرب في أحد أكثر الأماكن قدسية لدى المسيحيين الأرثوذكس، وكانت المفاجأة للعالم أجمع بما أخرجه من كنوز ومخطوطات عربية تثبت التواصل بين الشرق والغرب، وتؤكد التواصل بين دفتي المتوسط في حقب زمنية، وفي أماكن مقدسة قد يكون من الصعب التصديق أنها قد حوت تراثا عربيا وفكرا عظيما في قلب الحضارة الأوروبية، وفي واحدة من المناطق القدسية المحرمة على النساء، وغير الأرثوذكس.
هذه الرحلة وحدها لو وجدت في مسيرة الباحث والمؤرخ لكفته، ولكن الشامخ عبدالهادي العجمي في جعبته الكثير والكثير، وهو الذي اشتهر في الأواسط الأكاديمية والبحثية بالرحالة الأكاديمي، فقد جاب العالم في رحلات أكاديمية وعلمية ميزت قسم التاريخ بكلية الآداب على مستوى العالم، وأعتقد أن الأيام القادمة ستظهر العديد من مشروعاته العالمية التي ترفع اسم الكويت في مختلف المحافل الدولية، كعهدنا به دائما، فالرجل القادر على اختراق كل هذه الحواجز، قادر دوما على تحقيق الإنجاز واثبات أن للكويت رجالها.
ولا يقتصر شموخ عبدالهادي على قدراته الأكاديمية والعلمية فقط، وإنما يتسق ذلك مع قدراته الإدارية التي يلمس الجميع صداها في كلية الآداب، فلقد كان له الفضل في تطوير منظومة العمل، ويعرف الجميع فضله وجهده في مختلف المشروعات والمناسبات التي تتطلب وقفة القائد، ورؤية المبدع جنبا إلى جنب مع حكمة المؤرخ ورجاحة المفكر. فإذا كنا هنا بصدد الحديث عن قامة من قامات قسم التاريخ وكلية الآداب، فمن المهم تسجيل شهادة للتاريخ بأن هذا الرجل قد حفر اسم الكويت في قلوب وعقول طلابه وزملائه ومؤرخي العالم أجمع، وقد رفع اسم الكويت في مختلف المحافل الأكاديمية والعلمية، التي لقبته باسم الرحالة الأكاديمي، ومنحته العديد من الجوائز والتكريمات العالمية ومنها جائزة الدولة التشجيعية وكان آخرها جائزة شوامخ المؤرخين العرب لعام 2020، والتي حصل عليها الرحالة الأكاديمي الكويتي تقديرا لجهوده البحثية والأكاديمية، وهو ما يجعلني أقول دوما أن لدى هذا الشامخ معين لا ينضب من العمل والمثابرة والطموح والإخلاص والشغف لرفع اسم الكويت عاليا في كل أرجاء المعمورة، من أقصاها إلى أقصاها، ومن الأرض المحرمة في جبل آثوس إلى دهاليز غابات الأمازون وحضارات الهنود الحمر بحثا عن تراث وحضارة العرب، ولعلي هنا أذيع سرا من أسراره وفتوحاته ورحلاته القادمة، لكن لا ريب في ذلك فالشامخ يصل دوما أبعد مما يتصور الجميع، والقادم سيثبت ذلك بمشيئة الله تعالى، أما بالنسبة للحموضة وأعوانها، فانتظروا في المقال القادم لأن الوبال قادم إليكم وعليكم، فاحذروا يا أهل الشر.