في إحدى الضواحي الضيقة بالمنطقة الشمالية الشرقية للعاصمة الفرنسية باريس وفي شقة صغيرة لا تتجاوز 16 مترا، بدأ أحد أهم المشاريع المناهضة للفكر القمعي والاستعماري، من وجهة نظر أحد المهاجرين العرب المقيمين في فرنسا، وهو رجل الأعمال توفيق المثلوثي. بدأ فقيرا وكافح إلى أن أصبح أحد رجال الأعمال الفرنسيين، ومن منطلق فكره ومجاراته للأعمال الإسلامية المناهضة للغرب كمشروب «زمزم كولا» الإيراني للحد من السيطرة والهيمنة التجارية للدول الغربية، ابتدع مشروب «مكة كولا» ـ مشروب غازي يشبه كثيرا المشروبات الغازية الأخرى ـ وكافح كفاح الأبطال لنشر ووضع مشروبه الغازي كمشروب بديل لغيره، وواجه الكثير من الصعوبات والقضايا، وقد منع في الكثير من الدول العربية بسبب استغلال اسم «مكة» كحجة لعدم دخوله بلادهم للأسف.
استمر المثلوثي في العمل بكل صبر وكفاح إلى أن اصبح هذا المشروب مشروبا منافسا للغير، وحقق انتشارا واسعا في الجهة الشرقية من العالم وخصوصا الدول الآسيوية، وللعلم إن كثيرا من ريع هذه التجارة يتوجه إلى الأعمال الخيرية المناصرة للقضايا الإسلامية كفلسطين وبورما وغيرهما.
لا شك أبدا في حبنا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أن نصرة الرسول لا تأتي بردود الأفعال والهبّة ومن بعد ذلك نتناسى ونعود نتعامل ونتراخى ونسامح وننسى، من أراد النصرة الحقيقية فعليه بالاتباع الكامل للرسول في كل السنن دون التمييز. كل شعوب الأرض المثقف منها او البسيط تعلم أن الرأسماليين لا يتأثرون إلا بالمال أو الخوف فقط لا غير، فلا مكان للعواطف أو الخجل أو التقدير، المال ثم المال ثم المال، ومن هذا المنطلق من أراد أن يوجع الغير فعليه بتوفير البدائل أولا قبل المقاطعة، أما إذا كان كل أو أغلب أكلك من الأعداء كما تزعم فما الذي زرعت أنت وما الذي حصدت حتى تستكبر وتقاطع.
إن كنت كذلك فلا وزن لك ولا لمقاطعتك التي سيأكلها الزمن البسيط وتعود حليمه لعادتها القديمة، العمل هو عمل امة كاملة لا ردود أفعال هنا وهناك. العمل عمل تاجر مسلم غيور يوفر البديل الناجح ويكافح لطرد كل تاجر يستفيد من أسواقنا الكبيرة ويسب رسولنا بكل وقاحة وقبح دون أي خوف منا أو احتساب للأرقام التجارية لنا، فالهيبة هنا لا تصنعها صور أو بوستات او هاشتاقات يضعها البعض للتعبير عن غضبه المؤقت دون أي قيمه فعلية على أرض الحقيقة، اعلموا يا أمة محمد أنه الشفيع، وأن الله سبحانه وتعالى كفاه المستهزئين لا أنتم، واعلموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يحتاج منكم لا حمدا ولا شكورا، اللهم إلا الحياء يوم نلقاه ونحن لم نتخذ موقفا حقيقيا قويا ورجوليا للجم كل معتد أثيم، اللهم صل وسلم وبارك على حبيبي وسيدي وقدوتي وتاج رأسي، فداه أمي وأبي وأولادي ومالي وكل ما أملك.
[email protected]