- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يدعو ليعمّ السلام ومواجهة «الكراهية»
- أنشأ لجنة لتدريب الأئمة والقساوسة ودعا إلى مؤتمر لمكافحة التطرف
- روحاني: الإساءة تشجع على العنف وتثير مشاعر ملايين المسلمين حول العالم
- بريطانيا تتضامن مع فرنسا وتدعو «الناتو» للدفاع عن قيم التسامح وحرية التعبير
- الرئاسة التركية تعلن أنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد «شارلي إبدو»
يواصل ملايين المسلمين حول العالم التعبير عن غضبهم واستيائهم من الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام، وسط دعوات لنبذ خطاب الكراهية باعتباره «يؤجج العنف». وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار إنسان، مؤكدا أنه يرفض تماما «أي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة». من جهته، طالب الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، المجتمع الدولي بإقرار تشريع يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات. من جهته، دعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إلى «أن يعم السلام والوئام بين جميع مكونات المجتمع» الفرنسي، وأعلن دعوة لجنة منع التطرف إلى الانعقاد الأحد المقبل ووضع خطة لمكافحة جميع أشكال التطرف وتحصين الشباب لمواجهة دعاية دعاة الكراهية والانقسام. في المقابل، أعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن تضامن بريطانيا مع فرنسا والشعب الفرنسي، وناشد أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) «الوقوف معا دفاعا عن قيم التسامح وحرية التعبير».
هذا ودعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى مكافحة أشكال التطرف وأن يعم السلام فرنسا. وقال المجلس في بيان إنه بمناسبة صلاة الجمعة الاسبوع الماضي، توجه مكتب المركز وممثلون عن الاتحادات الإسلامية، إلى كلية Bois d›Aulne في Conflans-Saint-. للوقوف دقيقة صمت في ذكرى صموئيل باتي ووضع إكليل من الزهور نيابة عن المساجد بفرنسا.
واعتبر انها «كانت فرصة لتكريم أعضاء هيئة التدريس الذين استثمروا في مهمة نبيلة، وهي تثقيف ونقل القيم والمعرفة لأبناء الجمهورية وجعلهم مواطنين أحرارا ومسؤولين».
ودعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية كذلك أئمة فرنسا إلى التفكير بشكل خاص في ذكرى صموئيل باتي وعائلته وطلابه وزملائه وإدانة مروجي الكراهية الذين تعتبر أيديولوجيتهم وأفعالهم خيانة لكل ما هو مقدس وقبل كل شيء الحياة البشرية.
وأضاف «لقد رفع الدعاء في مساجدنا من أجل أن يعم السلام في بلادنا، ومن أجل حماية إخواننا المواطنين، ومن أجل الوئام بين جميع مكونات المجتمع الوطني».
وتابع «يدرك مكتب CFCM هذه المسؤوليات لإصلاح العبادة الإسلامية من خلال المشاركة في النظر في آثارها الثقافية والاجتماعية». وأعلن أنه تحقيقا لهذه الغاية أنشأ «لجنة مسؤولة عن تطوير برنامج تدريبي مشترك للأئمة والقساوسة في فرنسا قادرة على تنسيق الدورات المقدمة والسماح للأئمة المستقبليين بالاستجابة لتوقعات وتحديات الإسلام في فرنسا». vتتألف هذه اللجنة من رؤساء مراكز التدريب الحالية أو من هم في طور الإنشاء وستجتمع في جلسة عامة يوم السبت 31 أكتوبر 2020.
كما اتخذ مكتب CFCM قرارا بدعوة لجنة منع التطرف إلى الانعقاد يوم الأحد 1 نوفمبر 2020 في جلسة عامة من أجل وضع خطة لمكافحة جميع أشكال الراديكالية والتطرف القادرة على تحصين الشباب لمواجهة دعاية دعاة الكراهية والانقسام.
هذا، وتتواصل ردود الفعل حول العالم الاسلامي للتعبير عن الغضب من الإساءة للاسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وسط دعوات لنبذ الخطاب «المؤجج للكراهية والعنف» والاتحاد والتضامن بين قادة المسلمين في وجه هذه الحملة المسيئة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدول الغربية التي تهاجم الإسلام تريد «إعادة الحملات الصليبية».
وأضاف أردوغان في كلمة أدلى بها لنواب حزبه (العدالة والتنمية) في البرلمان أن الوقوف في وجه الهجمات على النبي «شرف لنا».
وانـــتقـــد اردوغـــان بشدة تصويره في رسم كاريكاتوري نشرته مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة التي كانت أول من نشر الرسوم المسيئة، معتبرا أنه «هجوم حقير» من جانب «أوغاد».
وقال اردوغان في خطاب في أنقرة «لم أنظر إلى هذا الرسم (...) لا داعي لقول أي شيء عن هؤلاء الأوغاد». وأضاف «غضبي ليس ناجما عن الهجوم الحقير ضد شخصي، إنما عن الشتائم للنبي» محمد صلى الله عليه وسلم.
وتابع الرئيس التركي «ندرك أن الهدف ليس شخصي إنما قيمنا».
وأعلنت دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية امس أنها ستتخذ خطوات قانونية وديبلوماسية ردا على مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية الساخرة. وقالت «يجب ألا يكون لدى شعبنا أدنى شك في أن جميع الخطوات القانونية والديبلوماسية ستتخذ ضد الرسم المعني»، وأضافت في بيان «ستستمر معركتنا حتى النهاية بإصرار وعزم ضد هذه الخطوات الوقحة المهينة التي تضمر سوء النية».
وقال وزير العدل عبدالحميد غول للصحافيين في أنقرة ان السلطات التركية اتخذت كل المبادرات الضرورية مع الجهات المعنية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية كذلك أن ممثلي الادعاء الأتراك بدأوا تحقيقا بحق المسؤولين في «شارلي إبدو».
وانتقد كبار المسؤولين الأتراك الرسم، وكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين على تويتر «ندين بشدة ما نشر عن رئيسنا في المجلة الفرنسية التي لا تحترم أي عقيدة أو قدسية أو قيم».
وقال «إنهم يعرضون فقط بذاءاتهم وفجورهم. أي اعتداء على الحقوق الشخصية ليس دعابة أو حرية تعبير».
بدوره، قال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون ان «أجندة ماكرون المناهضة للمسلمين تؤتي ثمارها!».
ويبدو ان بريطانيا انضمت الى فرنسا في وجه موجة الانتقادات والاحتجاجات الرافضة للإساءة، ودعا وزير خارجيتها دومينيك راب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» للوقوف معا دفاعا عن قيم التسامح وحرية التعبير في انتقاد مبطن لتركيا العضو في الحلف التي تدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية.
وقال راب في بيان «بريطانيا متضامنة مع فرنسا والشعب الفرنسي في أعقاب القتل المروع لصامويل باتي». وأضاف «الإرهاب لا يمكن ولا يجب أن يكون مبررا».
وتابع «أعضاء حلف شمال الأطلسي والمجتمع الدولي الأوسع يجب أن يقفوا كتفا بكتف وراء القيم الأساسية للتسامح وحرية التعبير وألا نمنح الإرهابيين أبدا شرف شق صفوفنا».
وفي اندونيسيا دعا نائب رئيس الجمعية الاستشارية لعلماء آتشيه، فيصل علي، الحكومة الإندونيسية إلى الانضمام إلى دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية، طبقا لما ذكرته وكالة «أنتارانيوز» الإندونيسية للأنباء.
وقرر رئيس وزراء باكستان، عمران خان، إثارة قضية الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في فرنسا، في المحافل الدولية.
وذكرت شبكة «جيو نيـــوز» التلــــفزيونية الباكستانية، أن رئيس الوزراء أبلـــغ الحكـــومة بأنه سيكتب خطابات إلى زعماء العالم الإسلامي ليطلب دعمهم في هذه القضية.
وأضافت المصادر «في الخطابات، سيطلب رئيس الوزراء من الزعماء إظهار وحدتهم وتضامنهم حول قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد».
وقال خان إنه «لن يتم السماح لأحد بإظهار عدم احترام النبي محمد، باسم حرية التعبير».
وأدانـــت الحكــومة الباكــستانية أيضا، وبأشد العبــارات، تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي أضرت بمشاعر المسلمين في بقاع العالم.
من جهته، حذر الرئيس الإيراني حسن روحــاني من أن الإســــاءة الى النـــبي محمد صلى الله عليه وسلم قد تشجع على «العنف وإراقة الدماء».
وقال روحاني في خطاب متلفز خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة «إهانة النبي ليســـت عمـــلا بطوليا، هي عمل غير أخلاقي، هي تشجيع على العنف. إثـــارة مشاعر الملايين والمليارات حول العالم، من المسلمين وغير المسلمين، هذا ليس عملا بطوليا».
وتابع «من المفاجئ أن يصــدر ذلك عن مدعي الثقافة والديموقراطية، (لكنهم) يشجـــعون بشكل أو آخر، بطريقة غير مباشرة، حتى وإن كانت غير مرغوبة، على العنف وإراقة الدماء».
وسأل روحاني «أي جزء من تعريف الحرية، يتضمن التخلي عن الأخلاق؟».
وشدد روحاني على أن «إهــانة (النبي) هي إهانة لكل المسلمين، لكل الأنبياء، لكل القيم الإنسانية»، معتـــبرا أن «كل أوروبي يدين لنبي الإسلام لأنه كان معلم الانسانية».
وتابع «اذا كان الغرب يقول الحقيقة، اذا كانت أوروبا وفرنسا تقولان الحقيقة، اذا كانوا يبحثون فعلا عن تحقيق السلام، المساواة، الهدوء، والأمن في مجتمعات اليوم، فعلى الغرب أن يوقف التدخل في الشؤون الداخلية للمسلمين».
وكان ماكرون أعلن الاسبوع الماضي وقوفه إلى جانب من يرغب في نشر رسوم مسيئة عن نبي الإسلام بدعوى الدفاع عن حرية الرأي، وذلك خلال حفل تأبين المعلم الفرنسي صموئيل باتي، الذي عرض الرسوم المسيئة على طلابه وتقول السلطات الفرنسية ان شابا مسلما قتله ردا على ذلك.
اقرا ايضا