بعد عدة أيام وبالتحديد يوم 14 نوفمبر يحتفل العالم باليوم العالمي لمرضى السكري حيث تقوم كل دولة بتقييم خططها واستراتيجياتها للوقاية والتصدي لمرض السكري وتحديثها وحشد الموارد والجهود والتوعية المبنية على الحقائق العلمية.
وفي هذا اليوم يتسابق المسؤولون لإطلاق ونشر التصريحات عن مرض السكري وقد يضع البعض الأرقام ضمن هذه التصريحات وأحيانا يكون هناك خلط بين معدل الانتشار prevalence ومعدل الحدوث incidence والدراسات والمسوحات المجتمعية، وقد يحتوي التصريح على بعض الأخطاء بسبب عدم دقة الأرقام أو المعدلات وهذا يعني أن التخطيط لن يكون مبنيا على أرقام دقيقة.
ومن هذا المنطلق فإنه يجب على المعنيين ببرامج السكر سواء من حيث التوعية أو العلاج أو الوقاية أن ينتهزوا الفرصة من الآن لمراجعة ما لديهم من أرقام ومعدلات والتأكد من دقتها قبل حلول هذه المناسبة في 14 نوفمبر القادم لأن عدم دقة الخطاب الإعلامي يؤدي إلى نتائج عكسية ويزعزع الثقة في المنظومة الصحية.
وإن احتفال هذا العام سيكون عن بعد مراعاة للاشتراطات الصحية المتعلقة بفيروس كورونا ولكن المسؤولية عن بث رسائل التوعية المبنية على الدراسات العلمية تكون مضاعفة ويجب عدم التحجج بذريعة كورونا لعدم إعطاء التوعية الاهتمام الكافي وخصوصا أن التصدي ومجابهة السكري يجب أن يشمل العوامل المختلفة التي تؤثر فيه مثل الخمول البدني والتغذية غير الصحية المحتوية على كميات كبيرة من السكريات والدهون.
ولابد من نشر المعرفة والمعلومات للجميع مع الأخذ بالاعتبار الفئات العمرية المختلفة والذين يجب أن توجه لهم رسائل التوعية حسب الأعمار والتي قد تختلف من فئة عمرية إلى أخرى.
وتوجد علاقة بين مرض السكر وشدة الإصابة بفيروس كورونا حيث إن مرضى السكر يتأثرون بتغييرات مستوى السكر في الدم مما قد يضعف جهازهم المناعي وبالتالي يقلل من قدراتهم على التصدي لفيروس كورونا ولأي عدوى فيروسية والتي يجب ألا يغفلها الجميع عند نشر الرسائل التوعوية من مصادرها العلمية الموثوقة.
ونظرا لانتشار مرض السكري في العالم فلابد من التصدي له لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتوعية والتثقيف وإتاحة الحصول على العلاج لجميع المرضى وتعزيز دور الأسرة في معالجة مرضى السكر ورعايتهم والوقاية منه.