لا شك أن وباء كورونا فرض سيطرته على كل الأصعدة وآثاره السلبية توزعت على كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى التعليمية والصحية في مختلف دول العالم.
وفي الكويت التي عانت من هذا الوباء ومازالت تكافحه صادف أن تكون انتخابات مجلس الأمة في نهاية العام هذا وتغيرت معه ملامح الحياة البرلمانية والديموقراطية، وكنا نتمنى لو كان بالإمكان تأجيلها ولا تكون بهذا الشكل الباهت الذي لم نعتده، لا مقرات انتخابية أو برامج أو ندوات عن قرب جميع وسائل الاتصال المباشرة ممنوعة بسبب الظروف الصحية، كيف سيستطيع الناخب التعرف على قدرة أو إمكانيات المرشحين الذين سيختارهم، لا توجد سوى وسائل التواصل الاجتماعي التي تخلط الحابل بالنابل الغث والسمين، حسابات وهمية وحسابات يدفع لها، ومواقع إخبارية ربحية من يدفع أكثر يكتب عنه مدح أكثر وحتى الإعلانات في الشوارع منعت وأصبحت مقتصرة على الشاشات الضوئية الكبيرة التي تؤجرها الشركات الإعلامية الكبرى، بمعنى أن الانتخابات في هذا الزمن وفي هذه الأوضاع لا يستطيع مواجهتها سوى من يملكون الأموال الطائلة والمرشح العادي والبسيط لا يستطيع مجاراتهم وليست لديه القدرة على إظهار ما عنده من إمكانيات وأطروحات وبرامج في ظل هذه الشروط التي وضعت وميزت بين المرشحين ولم تراع الفوارق بين الناس.
وهذا لا شك انه سيقع بالظلم على أغلبية المرشحين وسيفسح المجال أمام من يملكون المال الذين يستخدمون هذا المال في كل الأساليب فمنهم من يشتري أصوات الناخبين وهذا ليس سرا، فالناس شاهدت العديد من المرشحين الذين وجهت إليهم الاتهامات بشراء ذمم الناخبين ومنهم من أدين في السابق ومنهم من ينتظر محاكمته، فهل سنجعل مثل هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا تنخر في ديموقراطيتنا وتخرج لنا أشخاصا ليس هدفهم مصلحة البلاد والعباد وإنما هدفهم زيادة ثرواتهم والتلاعب بمشاعر وحاجات الناس والضحك على ذقونهم؟ الناس لسنوات وهم يئنون من هذا المجلس وما سبقه من مجالس ويهددون ويتوعدون ونرى معظمهم جعلوا التغيير شعارا لهم، سنوات طوال ونحن نوضح وننبه ونحذر ونتمنى اختيار الأفضل ولا حياة لمن تنادي.
كثير من النواب في المجلس الماضي أهملوا قضايا الناس وكأنهم لا يرون أو يسمعون هل مازال الناس يذكرونهم؟ هل ستكون هذه الانتخابات مختلفة ويأخذ الناس بحقهم ممن خدعوهم وخذلوهم وأخلوا بوعودهم وتركوهم في مواجهة الرياح العاتية التي أخذت تتلاعب بهم ولم يجدوا من ينقذهم أو حتى يواسيهم؟ هل سيتحقق التغيير بالفعل، وينتصر الناخبون لوطنهم وديموقراطيتهم؟ وهل ستتحقق إرادتهم؟ هذا ما نرجوه ونتمناه.
[email protected]