في السابق ونحن في المدارس كان أغلب المدرسين يحفّظون الطلاب دروسهم دون فهم، فيصبح الطالب مجرد آلة تحفظ حتى يقدم اختباره وينجح والسلام، ثم ينسى ما حفظ ولم يستفد مما درس..
وأصبح الحفظ من دون فهم دارجا حتى في حياة الإنسان، يصلي دون أن يفهم لماذا هو يصلي.. يقرأ كتاب الله ولا يفهم ما فيه.. يصوم ولا يعرف سبب صومه.. يردد الأذكار دون حضور القلب ولا فهم معانيها.
يفعل الشيء لمجرد أنه عادة وليس عبادة، وأفعال يجب أن يستمتع بها.
إن الحفظ دون فهم يعد من الجهل، ولكن لا يجب أن يفهم الإنسان ويسأل زيادة عن حاجته فهذا جهل أيضا.
فعقل الإنسان مهما ظن بأنه متسع فلا يستطيع أن يدرك جميع الأمور وربما يصبح في حالة انتكاسة أكثر من أنه يصبح في حالة نضوج وفهم وإدراك.
وخصوصا في الأمور الغيبية التي تتعلق بالله سبحانه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟
فإذا بلغ فليستعذ بالله ولينتهِ».
وأذكر في السابق عندما كنت ادرس مادة الرياضيات فكنت اسأل دائما المدرس عن المسائل وفي كل مسألة يطرحها أقول له وإن جاءت بشكل مختلف؟
فقال لي: لا تسأل أشياء لم تأتك وتعقد الأشياء لك أكثر.
فالفهم مطلوب لرفع الجهل ولكن لا يصل الحال لدرجة التعقيد والمبالغة.
اللهم كما فهّمت سليمان فهّمنا وكما علمت إبراهيم علمنا.. اللهم فقّهنا في الدين وعلّمنا التأويل، وآتني الحكمة التي مَن أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا.
Twitter: Y_ALotaibii
Email: [email protected]