هواجس وأمور عديدة تشغل بال المجتمع والفرد الكويتي ونحن على بعد أيام قلائل من افتتاح دور الانعقاد الجديد، إلا أن هذه الهواجس لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبدد الثقة الذاتية التي حصلنا عليها بعد أن مارسنا التغيير والاختيار الجديد ليمثلنا في المجلس لأنه السبيل الوحيد لانتشال المجتمع من الفساد والارتقاء بالمؤسسات، كما انه السبيل الأوحد إلى تعزيز ثقة المواطنين بأنفسهم وبقدراتهم ونظامهم الديموقراطي.
لا يكفي أن تتغير الوجوه، بل يجب أن تتغير أساليب الممارسة السياسية، ويجب تطوير الخطاب السياسي الأمر الذي يحقق الجدية التامة في إدارة الدولة بمنهجية متوازنة ورؤية لمستقبل مشرق يحقق الازدهار والتطوير لديموقراطيتنا.
يجب أن ننبذ دائما التذمر ونحوله إلى وعي حر ناقد وليس ناقما، انه من الضروري النقد وفق مبادئ سياسية ومعطيات واقعية ولكن يكثر لدينا اليوم النقد العقيم الذي يقوم على نظرة متذمرة جوفاء، ما جعله يتحول إلى خطاب متنمر إلغائي يتجاهل القضايا والهموم الحقيقية والواقعية، بل إننا نشهد خطابات مليئة بالعنف اللفظي وبالطرح الفئوي الذي يهدد وحدة المجتمع وتضامنه.
إن الخطاب التطويري للمجتمع ومؤسسات الدولة ضرورة من ضروريات البناء المجتمعي وصرح من صروح الأمل بتغيير الواقع بعيدا عن تبريرات تتعلق بالماضي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يحقق إنقاذا حقيقيا للمجتمع من التحديات التي تواجهه من الداخل والخارج.
لقد لاحظت خلال الأيام التي مضت استخداما كثيفا لأدوات إعلامية وإعلانية بهدف تغييب المعلومات الصادقة وتغيير الأفكار وتوجيه المواقف، وللأسف لقد كان من يقوم بذلك هم بعض من كنت أظنهم من أصحاب الوعي العميق والنية الصادقة، إلا أنني فوجئت بهم اليوم يسخّرون كل طاقاتهم لتحوير الرأي العام دون أن يقوموا برسالة العطاء الإنساني الحقيقي نحو النهوض بالوعي المستقل والارتقاء بالرأي العام.
أما المرأة الكويتية فإنها مطالبة بأن تعلن بشكل أكبر عن دورها في المجتمع فإنها شريك أساسي في عملية التغيير والإصلاح.
إن الانتخابات خطوة أولى نحو صناعة المستقبل، وليس اختيار الأشخاص إلا جزءا بسيطا من عملية التغيير والتطوير، وليعلم الجميع أن المبادرات الشجاعة من كل مواطن ومواطنة يحب هذا الوطن الجميل هي سبيل التقدم، فلا تبخس نفسك وبلادك حقها فإن الكويت تحيا بنا ونحيا بها.