- 85 % من الوجهات معطلة وإغلاق 18 شركة سياحة وسفر بشكل نهائي
- 450 شركة تعاني من تداعيات «كورونا».. وطول مدة الحجر أثر سلباً على القطاع
باهي أحمد
مازالت تداعيات تفشي فيروس كورونا تشكل تحديا وعائقا كبيرا أمام قطاع السياحة والسفر في الكويت، حيث يعتبر من أبرز القطاعات التي تلقت ضربة في مقتل بعد انتشار الجائحة، ويرجع ذلك إلى استمرار إغلاق وجهات سفر إلى دول مختلفة تشكل ما يزيد على 85% من إجمالي حركة السفر في الكويت، وبالتالي، وقف أعمال الكثير من شركات الطيران، والتسبب بفقدان عدد كبير من الوظائف في القطاع.
«الأنباء» التقت بعض أصحاب شركات السياحة والسفر التي أعرب مسؤولوها عن قلقهم الكبير من انخفاض حجوزات الطيران والفنادق إلى بعض الدول بالتزامن مع استمرار إغلاق المطار بشكل شبه كامل، مشيرين إلى أن هناك أكثر من 450 شركة سياحة وسفر باتت تعاني وأصبحت على حافة الهاوية، وما يقارب الـ 18 شركة أغلقت بشكل نهائي، متوقعين إغلاق نحو 40% من إجمالي عدد شركات السياحة والسفر بشكل نهائي وخسارة 5 آلاف موظف لعملهم لعدم قدرة تلك الشركات على دفع رواتبهم في ظل الانخفاض الكبير في العوائد والإيرادات.
بداية، قال مدير شركة ريدسي للسياحة والسفر شريف بظاظة ان هناك عددا من العوامل زاد من محنة مكاتب السياحة والسفر في ظل تفشي جائحة كورونا منها الإغلاق شبه الكامل لمطار الكويت الدولي وتعطيل 85% من وجهات السفر، بالإضافة إلى القرارات والرسوم المفروضة من إدارة الطيران المدني على المكاتب والتي تعتبر «تعجيزية»، حيث فرضت إدارة الطيران المدني خلال فبراير الماضي رسوما تقدر بـ 500 دينار لإعطاء الموافقة لشركات السياحة والسفر على إنشاء أي موقع او تطبيق إلكتروني او فتح حسابات خاصة ببرامج التواصل الاجتماعي، إضافة إلى 500 دينار أخرى يقوم بدفعها أصحاب المكاتب لتنفيذ الموقع الإلكتروني. وأوضح بظاظة ان مدة الحجر والتي تستمر 14 يوما أثرت وبشكل كبير في حركة القدوم والمغادرة، إضافة إلى القرار الذي صدر مؤخرا بفتح منصة للعمالة المنزلية «بالسلامة» دون ربح يذكر لمكاتب السفر ما استدعى الكثير من المكاتب إلى مقاطعة العمل على المنصة باستثناء بعض المكاتب القليلة التي شاركت بها، حيث إن الدخول إلى المنصة يختلف عن المشاركة بها فهناك عدد كبير من شركات السياحة والسفر دخلت إلى المنصة دون المشاركة بها في ظل عدم اليقين بتحقيق ربح للمكاتب من خلالها.
بدوره، قال مدير شركة الخميس للسياحة والسفر هاني فتح الله ان هناك أكثر من 450 شركة سياحة وسفر باتت تعاني وأصبحت على حافة الهاوية لعدم وجود دعم مادي أو معنوي لها، ووضعها من ضمن القطاعات الممنوعة من الاقتراض من قبل البنوك أثر عليها بشكل سلبي وزاد من خسائرها بشكل كبير، مضيفا ان تطبيق قانون المنافسة على قطاع التجارة الإلكترونية (ONLINE) والبيع تحت التكلفة يسبب دمار شامل للقطاع والمكاتب بشكل عام، متوقعا أن تغلق 40% من مكاتب السياحة والسفر العاملة في الكويت بشكل نهائي بعد إغلاق 18 شركة بالفعل وخسارة ما يقارب الـ 5 آلاف موظف لعملهم، وهو أمر قد يضع أصحاب مكاتب السياحة والسفر في مديونيات كبيرة قد لا يستطيعون الخروج منها.
من جانبه، توقع مدير شركة سفريات سايبو عارف العلاطي أنه لا يصمد قطاع الطيران أكثر من ذلك في السوق المحلي مع تراكم الديون على ملاك شركات السياحة والسفر، لذا فإننا نلتمس من المسؤولين التدخل السريع لمحاولة إيقاف نزيف هذا القطاع ودعمه بكل الوسائل المتاحة، حيث من شأن هذا الإجراء تنشيط قطاع الطيران وإنقاذ معظم مكاتب السفر، التي تعتبر معظمها من ضمن المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى إنعاش الفنادق الكويتية وتحريك قطاعات كثيرة مرتبطة بها كالأغذية والنقل وغيرها، مما يساهم ذلك بشكل مباشر او غير مباشر بخلق آلاف فرص العمل والخروج من الأزمة بأقل الأضرار. واقترح العلاطي بعض الحلول لإنعاش القطاع في الوقت الحالي منها السماح للمواطنين باختيار مكان الحجر للعمالة المنزلية لديهم حسب ظروفهم الخاصة وإمكانياتهم، وليس ضمن مناطق معينة تفرضها عليهم الدولة.
بدوره، قال مدير شركة سفريات الغندور مصطفى غندور ان هناك عددا كبيرا من مكاتب السياحة والسفر أغلق أبوابها خلال الفترة الماضية بشكل مؤقت، وذلك محاولة منها للتخفيف من الخسائر التي قد يتكبدوها، لاسيما أن الإيجارات ورواتب الموظفين هو أمر حتمي لاستمرار أي مكتب في العمل، وعدم قدرتهم على دفعها أدى إلى تفضيلهم الإغلاق حتى إشعار آخر.