بيروت ـ زينة طبَّارة
رأى النائب السابق خالد الضاهر، ان ما يضعه رئيس التيار الوطني الحر والوزير السابق جبران باسيل ومن خلفه حزب الله، من شروط وعراقيل أمام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مخالف لأبسط القواعد الدستورية، وانتهاك فاضح لصلاحيات الرئيس المكلف، لا بل هو ابتزاز سياسي مرفوض بالمطلق ومردود لصاحبيه، اللذين يحاولان من خلال فرض شروطهما على التشكيلة الحكومية، ضمان سيطرتهما سلفا على سياسة الحكومة، وبالتالي على مقررات مجلس الوزراء.
ولفت الضاهر في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن ما زاد في الطين بلة، هو سابقة استدعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للتحقيق معه في انفجار مرفأ بيروت، وكأن بهذا الاستدعاء استضعاف للرئاسة الثالثة، ومحاولة للاستفراد بالموقع السني الأول في المعادلة السياسية، الأمر الذي من شأنه أن يضرب التوازن الوطني، ويؤدي حكما الى فوضى سياسية عارمة، ومنها لا سمح الله الى حرب أهلية مرفوضة سلفا.
وتابع الضاهر «خير فعل الرئيس الحريري في تضامنه مع الرئيس دياب، الأمر الذي ان أكد على شيء، فهو ان الخلافات السياسية بين مرجعيات الطائفة السنية، لا تعني إطلاقا ان باستطاعة من يشاء، استضعاف رئاسة الحكومة، والتطاول عليها، وتجاوز دورها وموقعها في المعادلة اللبنانية، ناهيك عن ان تضامن الحريري مع دياب، أتى من ناحية أخرى لتسديد المسار القضائي، وذلك في سياق الرفض الكلي لتسييس القضاء وتوظيفه وتسخيره لغايات وأهداف سياسية».
وردا على سؤال، أشار الضاهر الى ان القاصي والداني يعلم بمن أتى بأطنان نيترات الأمونيوم الى لبنان، وكيف اختفت كميات كبيرة منها، خصوصا ان هذه المادة تستخدم في صناعة المتفجرات لأغراض عسكرية، لكن ما يحول دون إعلان الحقائق أمام الرأي العام، هو الهيمنة السياسية المفرطة على العمل القضائي، لافتا الى ان رئيس الجمهورية كان يعلم بوجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، فلماذا استدعاء رئيس الحكومة فقط دون غيره من الرئاسات؟ لا يا سادة واهم من يعتقد ان رئاسة الحكومة مكسر عصا، او فشة خلق للمتضررين من واقعهم المستجد على المستويين الشعبي والسياسي، كفا استهدافا للموقع السني الأول، وكفا انتهاكا لكرامات الناس، وكفا تلاعبا بمصير البلاد.
وختم الضاهر مؤكدا ان المعطيات الراهنة على كل المستويات، لا تبشر بالخير، ولا تبعث على الأمل بولادة حكومة مستقلة تنقذ البلاد من واقعها المرير، خصوصا ان هناك من يستقوي بسلاحه، ومن يستقوي بسلاح غيره، لفرض شروطهما وتوجهاتهما على الرئيس المكلف، معتبرا بالتالي ان المشهدية الراهنة تؤكد على نظرية الرئيس عون اننا «ذاهبون الى جهنم وبئس المصير».