كيف تعمل الرئتين؟
يتنفس الإنسان عن طريق سحب الهواء إلى رئتيه (شهيق) ومن ثم إخراج هذا الهواء (زفير) خلال التنفس، يدخل الهواء الى الرئتين ليصبح على تماس مع خلايا غنية بالدم. وفي الرئتين، يتم تبادل الغازات ما بين الدم والهواء.
والرئتان عضوان كبيران ولينان، تملآن جانبي التجويف الصدري، ويشبه نسيج الرئتين الاسفنجة الناعمة نوعا ما.
أما الفراغات أو الأكياس الهوائية، فهي الجيوب التي تستقبل الهواء، حيث تستخدم الغازات المناسبة، وتطرد الغازات غير المرغوب فيها.
تفصل ما بين الأكياس الهوائية جدر رقيقة مليئة بالأوعية الدموية الدقيقة هي «الأنابيب الشعرية» ويفصل الدم عن الهواء عدد قليل جدا من الخلايا، وبهذا تستطيع الغازات العبور بسهولة من خلال هذه الجدر الرقيقة.
تتميز الرئة بمرونتها (قابلة للتمدد)، فعندما نتنفس (شهيق)، نرى أن الصدر يزداد حجمه ومن ثم تتسع الرئتان معه، ثم يدخل الهواء بسرعة إليهما من خلال الأنف، البلعوم، الحنجرة، القصبة الهوائية، الشعبتان (قناتان صغيرتان تدخل كل واحد منهما في رئة) وأخيرا إلى الأكياس الهوائية في الرئتين.
وعندما يخرج الهواء (زفير)، يصغر حجم الصدر، وتغلق ابزيمات الرئتين جزئيا، ومن ثم يندفع الهواء إلى الخارج مرة ثانية من خلال الأقنية التي ذكرناها ولكن بالعكس.
كم تبلغ كمية الهواء الذي تستطيع الرئتان استيعابه؟
لقياس ذلك، يمكن الحديث عن التنفس العادي، زائد الهواء الإضافي الممكن للتنفس، وكذلك الكمية التي يمكن دفعها الى الخارج، وهذا ما نسميه القدرة الحيوية، أو كمية الهواء التي يمكن للرئتين استيعابها.
فالشخص البالغ يتمتع بقدرة حيوية تزيد قليلا على 7 باينت من الهواء، (الباينت هي وحدة وزن الهواء)، أما قدرة المرأة فهي حوالي 5 باينت، لن تكون الرئتان أبدا فارغتين من الهواء، حتى وإن حاولنا دفع الهواء بكامل قوتنا الى الخارج.
وتسمى كمية الهواء المتبقي، بعد عملية الزفير بقوة كبيرة، الهواء المتبقي، وعند الشهيق، نقوم بخلط الهواء النقي بهذا الهواء المتبقي.
تجري عملية التنفس بطريقتين: إرادية وغير إرادية، فهي تتم أوتوماتيكيا، حتى وإن لم نفكر بها، أو خلال النوم، لكننا نستطيع وقف عملية التنفس لوقت قصير - كقيامنا بذلك ونحن تحت الماء خلال السباحة أو الغطس.
من كتاب: قل لي كيف؟ ومتى؟ ـ ترجمة وتعريب: محمد فرحات