في 13 من ديسمبر 2017 لم يكن يوم الأربعاء إلا فجيعة فقد، لن ينتهي أثرها من القلب.
في ذلك اليوم - وقبل 3 سنوات - رحل الفقيد والحبيب والصديق والأخ (سعد المعطش) الذي ترك ذكراه العطرة في كل مكان مر به، وترك فقده فينا حزنا كبيرا، حزنا يشع في الأماكن والزوايا والحكايات التي تأتي من أصوات الكثيرين ممن عرفوه.
في كل قلب وكل ركن وكل زاوية هناك ذكرى لا تزال شاهدة على طيبة وقلبه الكبير وتواضعه وسعة صدره والخير كان من روحه وكان كلما قيل له «كثر الله خيرك يا بوصالح».. كان رده كبيرا: «هذا خير الله».
أكتب اليوم لك أيها الغائب الحاضر في القلب، في الذكرى الثالثة لرحيلك، يا من لم تترك أحدا يمكنه أن يأخذ مكانك في قلب كل من عرفك أيها الوفي.
أكتب مثل من يريد أن يخبر العالم عنك وعن مواقفك وعن إنسانيتك وعن نبلك وعن الكثير.. ولكن كيف يمكن أن أخبر العالم، وأنا الذي لم أجد كلمات يمكنها أن تختصر الكثير مما أريد قوله، ويعرف كل من عرفك يا «بوصالح» ما أعني.. وكم منهم من عجز أن يجد مثلي ما يليق بك من الكلمات مهما كانت تلك الكلمات سامية ومرتفعة، فهي تعجز عن أن تصل رفعتك في كل قلب.
أكتب والفقد مؤلم يلازمني يا «بوصالح»، والعزاء إيماننا بقضاء الله وقدره، فأمره كل خير، ولك الحمد والشكر والفضل والمنة، سبحانه وتعالى. الذي يبقي ذكرى الراحلين الصالحين عطرة في كل قلب.
نعم أشتاق لك أيها الشقيق والأخ والصديق، وعجزي أكبر من كل ما أريد قوله، يا طيب القلب وحسن المعشر، يا صاحب الابتسامة التي لم تنطفئ في وجه إنسان.
وكم كنت أحتاج اليك دائما يا من كنت ترسم لي طريقي.. وتسند روحي عندما تحاصرها العثرات، وكم عودتني أن تسبقني بالنصح لنفسي يا من علمتني الكثير.. وأنت ترمي نصائحك علي وترسم ملامح ما أريد، لتختصر مسافات عملي وأنا أسمو وأصعد من فضلك بعد الله.
أخبرك يا «بوصالح» أن عضيدك «بندر» رزقه الله بـ (سعد) وزرق قرة عينك بـ (سعد) أيضا، وكم كنت كل يوم لا في الأسماء بل حتى في الحكايات تضيء الأمكنة وقلوب الحاضرين، يا (سعدنا) الذي نفتقدك دائما وأبدا.
وحزن الفقد كبير يا «بوصالح».. وكم من شاعر أوجعه الحزن، وها أنا أردد أبيات المتنبي - (بتصرف)- وفي كل حين:
الحزن يقلق والتجمل يردع
والدمع بينهما عصي طيع
يتنازعان دموع عين مسهد
هذا يجيء بها وهذا يرجع
النوم بعد (أبي صالح) نافر
والليل معي والكواكب ظلع
إني لأجبن من فراق أحبتي
وتحس نفسي بالحِمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة
ويلم بي عتب الصديق فأجزع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل
عما مضى فيها وما يتوقع
رحمك الله يا فقيدنا وغفر الله لك وأسكنك فسيح جناته، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون ولن أقول إلا ما يرضي ربنا، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.