هناك مقولة تقول «الضغط يولد الانفجار».. وبالفعل انفجر بركان الشعب وأشعل صناديق الاقتراع حتى يسهم في حرق مقومات الفساد التي طغت على البلاد و«نتفت» العباد، ما جعل الناخبين يوجهون صفعة مدوية سيخلدها التاريخ من ناخبي الكويت لكل من خذلهم، وما هي إلا رسالة للحكومة بأن أبناء هذا الوطن المخلصين سئموا من الوضع السابق ويطمحون لعهد جديد خال من الفساد بعد تغير أكثر من نصف نواب المجلس السابق الذي فشل فشلا ذريعا، وكانت الممارسات الدستورية فيه أغلبها لمصالح شخصية أو للمحسوبيات، وتناسوا هموم وقضايا المواطن، فهذه هي ردة فعل المواطنين، ومنها احمرت وجوه الفاسدين.
سنوات والكويت تعيش هذا الواقع وما يفعله الفاسدون من جرم بحق الوطن وشعبه ومؤسساته، ومن يرضى بهذا الواقع لا يستحق أنا يكون كويتيا،
«موت في قوة وعز خير من حياة في ذل وعجز»، فنحن شعب لا نقبل بتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير خوفا من أن يأتي يوم يكممون أفواه الأحرار ويستولون على الدخل العام بالكامل وليس فقط جزء منه، ليت السلطات تدرك مقولة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، «إن ثروة الكويت ملك للشعب وأنا حارسها»، فنحن في وقت يود فيه الفاسدون السيطرة على كل شيء وقمع حرياتنا التي كفلها الدستور.
كما نبارك للنواب الإصلاحيين الذين نالوا ثقة ناخبيهم الشرفاء، ونسأل الله العلي العظيم أن يوفقهم ويعينهم على حمل هذه الأمانة الثقيلة، وأن تكون الكويت وشعبها همهم الأول والأخير وأن ينفع بهم البلاد والعباد، ونتمنى أن يحرص الجميع على الكويت ويضعها نصب عينيه، ويكون هناك تغيير في نهج التعاطي مع القضايا، ويجب أن تأخذ الحكومة موقف الحياد وتترك تصويت الرئاسة لممثلي الأمة بدون تدخل منها لكي تحقق آمال الشعب وتطلعاته، فمن غير الطبيعي أن السلطة التنفيذية تشارك في اختيار رئيس السلطة الرقابية المنتخبة من قبل الشعب، فهذا هو عربون الإصلاح «لعل وعسى» أن تتحقق آمالنا.
«فذة تمر» نهديها لكل ناخب أدلى بصوته من أجل إيصال رسالة، مفادها كفى عبثا بثروات الوطن ومقدرات الشعب.. و«لسعة جمر» على رأس كل «مفهي» ساهم في إيصال بعض الفاسدين رغم أنه يعرف أنهم فاسدون!
[email protected]
twitter: @omrmo6