بيروت ـ بولين فاضل
إذا كان أحد لم يتوقع لأزمة كورونا أن تمتد كل هذه الشهور، فإن الكل جزم بالخروج من هذه الأزمة خلافا لما كان عليه قبلها، كونها قلبت المفاهيم وجعلت البشرية بأسرها أسيرة فيروس غير مرئي، مارس سطوته عليها فخطف أرواحا وعذب أخرى قبل إفلاتها من قبضته.
أهل الفن الذين يتوقعون أن يكون قطاعهم آخر القطاعات المتعافية بعد طي جائحة كورونا آخر صفحاتها البائسة، اغتنموا دورة الحياة غير الطبيعية للاختلاء بالذات والعائلة ومراجعة المقاربات إلى مسائل عدة في الحياة، فكيف تعامل بعضهم مع الأزمة وماذا علمتهم حتى اليوم؟
جانب إيجابي
الفنان راغب علامة الذي حاول منذ بداية أزمة كورونا شغل وقته بالمزيد من الرياضة اختار الجانب الإيجابي من الحجر الوقائي، واعتبره فرصة لراحة قسرية من كثافة السفر والالتزامات التي كانت ماضيا مترتبة عليه.
أما الفكرة التي تملكته منذ عمت هذه الجائحة الكرة الأرضية، فهي أن وباء كورونا مخيف لدرجة الشعور بأننا في حرب نووية، واصفا ما يجري بأنه أقرب إلى غضب من رب العالمين على الشر المستفحل وأشرار العابثين سوءا ودمارا، وكأن الحياة باتت أشبه بمستشفى للمجانين الكل فيها يكذب على الكل والكل فيها يسرق الكل.
من هنا تمنى راغب لو أن البشرية تستخلص عبرا مما حصل ويكون الأمر بمنزلة ولادة جديدة لها.
بيتوتية
الفنانة نوال الزغبي تقول من ناحيتها إنها بدأت تختنق من ضغوط كورونا النفسية وقعدة البيت ولو إنها رياضية وبيتوتية، وهي تؤكد ان هذه الأزمة جعلتها تكتشف أكثر بعض الناس على حقيقتهم وتفاجأ بتبدلهم وظهورهم في طباع أخرى بعدما كانت تتصور إنها تعرفهم جيدا.
العائلة والرياضة
الفنان عاصي الحلاني الذي يجد اليوم ملاذه مع عائلته وفي الرياضة يقول إنه وبالرغم من أنه ينتمي إلى الجيل الذي عاش الحروب اللبنانية بكل فصولها، إلا أنه يعتبر ان ما عاشه جراء أزمة كورونا هو أسوأ بكثير وهو درس قاس عنوانه الكبير أن الحياة أثمن شيء ويجب تقدير نعمها بأدنى تفاصيلها.
من الضعف قوة
الفنانة نجوى كرم بدورها لا تنكر أن المرحلة قاسية بسبب كورونا لكنها على قناعة بأنه حين تنعدم الخيارات يترتب على الإنسان أن يخلق من الضعف قوة كي يحظى بالحد الأدنى من الراحة النفسية ويقوى على الاستمرار، مشيرة إلى أن ما تعلمته هو ان الارتباط العاطفي بين أفراد العائلة يبقى أقوى سلاح في الشدائد إذ يكفل تقاسم عبء الأزمة للتخفيف من وطأتها.
فرصة للإبداع
أما الفنان سعد رمضان فتعامل مع الحجر المنزلي على كونه فرصة لكي يخرج ما في داخله من ابداع، موجها نصيحة للناس باللجوء إلى الموسيقى والرياضة كمخرج للتعب النفسي.
سعد الذي يردد بأن كورونا لا يمكن إلا أن يكون غيمة سوداء وتمر، يرى أن الإنسان يجب أن يخرج بعبرة من هذه الأزمة وهي تقدير نعمة الصحة قبل أي شيء آخر وتقدير قيمة الأشياء الصغيرة.
رسالة أمل وحياة
أما اليسا صاحبة أغنية «هنعيش تحت أي ظروف» فتطبق فعلا مضمونها وهي التي تميل في طبعها إلى تحويل كل ما هو سلبي إلى طاقة إيجابية ورسالة أمل وحياة، لذا حاولت منذ بداية أزمة كورونا ملء وقتها بالرياضة المكثفة ومشاهدة المسلسلات، كما أحدثت الأزمة تبدلا في عاداتها فدخلت المطبخ للمرة الأولى ولعبت دور «ست البيت» وأعدت بنفسها الأطباق والحلويات، وعن العبرة التي خرجت منها في عز كورونا والحجر المنزلي، فهي نفسها عبرة المرض والتغلب عليه بعد انتصارها على سرطان الثدي وهي النقاوة في الروح وفي معاملة الناس وطريقة حبهم، لأن الحياة قصيدة وأحدا لا يعلم ما يخبئه الغد.