قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن الأسبوع الماضي شهد توقف سلسلة التراجعات التي سجلها الدولار الأميركي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، حيث قام المستثمرون بموازنة الإقبال على المخاطر مقابل التطورات الاقتصادية المهمة.
واستأنف السياسيون الأميركيون المحادثات المتعلقة بحزمة التحفيز المالي، وواجهت الحكومة الأميركية إمكانية تعرضها لإغلاق حكومي، واقتربت مفاوضات انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي من الساعة الحاسمة، كما ضخ الاتحاد الأوروبي حزمة تحفيز مالي جديدة وقام أيضا بمناقشة ميزانية الكتلة.
وصرح ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن المشرّعين مازالوا يسعون الى التوصل إلى اتفاق بشأن المساعدات لمواجهة كوفيد-19، حيث أصدرت مجموعة مكونة من أعضاء الحزبين تفاصيل اقتراحهم واستعد مجلس النواب الأميركي للتصويت على إجراء مؤقت لمدة أسبوع لتمديد التمويل الحكومي حتى يتسنى لهم توفير المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق.
وفي ظل صعوبة التوصل إلى اتفاق، لم يجد مجلس النواب أمامه سوى التصويت يوم الجمعة على إجراء لمنع نفاد الأموال الموجهة لتمويل البرامج الفيدرالية من خلال تمديد مستويات التمويل الحالية حتى 18 ديسمبر، وتمنح تلك الخطوة الكونغرس 7 أيام أخرى لإقرار تشريع إنفاق أوسع نطاقا قيمته 1.4 تريليون دولار وهو مقياس الإنفاق الذي يأمل قادة الكونغرس أن يشمل حزمة مساعدات لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
حزمة مساعدات
وتتضمن حزمة المساعدات البالغ قيمتها 916 مليار دولار، من حيث المبدأ، حول مسألتين مثيرتين للانقسام هما حماية الشركات من المسؤولية وهو الشرط الذي يسانده الجمهوريون، وتقديم 160 مليار دولار من المساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية التي يطالب بها الديموقراطيون.
إلا أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قالت للصحافيين إن الكونغرس قد يواصل العمل على تفاصيل حزمة التحفيز لمواجهة تداعيات الجائحة حتى 26 ديسمبر، وهو تاريخ انتهاء مجموعة من برامج المساعدات الطارئة. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إن مباحثاته مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين قد حققت «تقدما كبيرا» ومن المتوقع إجراء مزيد من المباحثات في وقت لاحق. وسيكون التوصل إلى خطة يتم تأكيدها قبل موعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر انعقاده في 16 ديسمبر من الخطوات المهمة نحو تهيئة الأسواق لتلقي تمويلا مزدوجا من حزمتي التحفيز المالي والنقدي. وستتعرض لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة للضغوط في ظل تزايد حالات الإصابة بالفيروس والقيود المصاحبة لذلك. ومن المقرر أن يؤدي إقرار خطة التحفيز النهائية وإعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن توسيع نطاق برنامج شراء السندات إلى استمرار الضغوط الهبوطية على الدولار الأميركي حتى نهاية العام.
بنك كندا
أبقى بنك كندا على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 0.25%، كما أكد أن معدل الفائدة لن يتغير حتى يتعافى الاقتصاد الكندي بشكل كامل وتحقيق هدف التضخم البالغ 2%. وتماشيا مع تقرير السياسة النقدية لشهر أكتوبر، صرح بنك كندا مجددا بأن الأوضاع التي يجب توافرها لرفع سعر الفائدة لن تتحقق قبل «العام 2023» وفقا لتوقعات البنك.
كما أبقى البنك على برنامج التيسير الكمي دون تغيير مع التخطيط لشراء سندات الحكومية الكندية بما لا يقل عن 4 مليارات دولار كندي أسبوعيا حتى «يحرز التعافي تقدما كبيرا»، إلا أنه على الرغم من ذلك، صرح بنك كندا بإمكانية تعديل برنامج التيسير الكمي «وفقا لما تقتضيه الحاجة» للمساعدة في إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف على أساس مستدام.
انفصال المملكة المتحدة
شهدت تداولات الجنيه الإسترليني تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي على خلفية تزايد المحادثات الخاصة بانفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق ولم يتبق سوى ثلاثة أسابيع فقط لكسر حالة الجمود التي وصلت إليها المفاوضات التجارية. وأصدر كلا الجانبين تحذيرات ودعيا إلى اتخاذ الاستعدادات لسيناريو الانفصال بدون التوصل إلى صفقة. وصرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن هناك «احتمالا قويا» أن تفشل المحادثات، وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه لوزراء الكتلة إنه يعتقد أن سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق أصبح الآن مرجحا أكثر من التوصل إلى اتفاق.
وفي محاولة أخيرة، توجه رئيس الوزراء جونسون إلى بروكسل لحضور اجتماع أزمة مع الرئيسة التنفيذية للاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين. وأمهل كلا الجانبين المفاوضين حتى يوم الأحد لمحاولة إنجاز المهمة حيث أصدر جونسون تعليماته إلى ديفيد فروست من الجانب البريطاني ببذل «جهد إضافي» في المحادثات مع نظيره ميشيل بارنييه. وفي الوقت الذي تحولت فيه المعنويات نحو التشاؤم، أجمعت آراء المحللين والمستثمرين على أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى صفقة في اللحظة الأخيرة. ومن دون التوصل إلى صفقة، من المرجح أن يتراجع الجنيه الإسترليني.