أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس عن أنهما اتفقا في اتصال هاتفي على تمديد المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق تجاري بين الجانبين بعد عملية خروج بريطانيا من التكتل المعروفة اختصارا بـ «بريكست».
وكان من المنتظر أن يصدر قرار نهائي بشأن هذه المفاوضات امس لكن هذا القرار تأجل مرة أخرى.
وقبل أقل من 3 أسابيع من الانفصال النهائي بين الطرفين، قال المسؤولان في بيان مشترك «نعتقد أن المضي قدما في هذه المرحلة هو أمر مسؤول»، في وقت يبدو أنه ستكون هناك عواقب اقتصادية وخيمة في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
إلا أن جونسون أكد بعيد ذلك أن فشل المفاوضات تبقى السيناريو «الأكثر ترجيحا»، بينما بقي المسار في الأيام السابقة سلبيا.
وقال زعيم حزب المحافظين للتلفزيون البريطاني «عليّ أن أكرر أن الأمر الأكثر ترجيحا الآن هو بالتأكيد أنه علينا الاستعداد (لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بشروط منظمة التجارة العالمية» في الأول من يناير المقبل. ورغم المفاوضات المكثفة بين لندن وبروكسل والتي تواصلت خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن المنحى المسجل كان سلبيا، وقال مصدر حكومي بريطاني «في وضعه الحالي، لا يزال عرض الاتحاد الأوروبي غير مقبول»، مضيفا «ينبغي على أي اتفاق أن يكون عادلا وأن يحترم المعطى الأساسي ومفاده أن المملكة المتحدة ستكون دولة تتمتع بالسيادة في غضون ثلاثة أسابيع».
ولا تزال الخلافات كبيرة بين البريطانيين الذين يريدون حرية مطلقة على الصعيد التجاري، والأوروبيين الحريصين على حماية سوقهم الموحدة الشاسعة.
وفي مؤشر إلى ارتفاع منسوب التوتر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن سفنا تابعة لسلاح البحرية الملكية في حالة جاهزية لحماية مناطق صيد الأسماك الوطنية حيث من الممكن أن تسجل توترات في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
ويحتم عدم التوصل إلى اتفاق أن تحكم قواعد منظمة التجارة العالمية التبادل التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مع ما يحمله ذلك من فرض رسوم جمركية أو نظام حصص ما قد يشكل صدمة جديدة للاقتصاد الذي يعاني أصلا من تبعات «كوفيدـ19».
في هذا الصدد، أكد مصدر أوروبي «يعتبر الاتحاد الأوروبي حماية السوق الموحدة خطا أحمر. ما اقترحناه على المملكة المتحدة يحترم السيادة البريطانية ويمكن أن يشكل أساسا للاتفاق».
وعلى صعيد عملي وتحسبا لعدم التوصل الى اتفاق، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أن وزراء بريطانيين نصحوا المتاجر الكبرى بتخزين المواد الغذائية مخاوف من حدوث نقص في الإمدادات.
وذكرت الصحيفة أنه من المقرر أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عملية التخطيط إذا اختارت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وأنه سيرأس لجنة خاصة للاستعداد لهذا الأمر.
وأضاف التقرير أن الوزراء طلبوا من شركات توريد الأدوية والأجهزة الطبية واللقاحات تخزين ما يعادل استهلاك ستة أسابيع في مواقع آمنة في بريطانيا.