«عط الخباز خبزه لو أكل نصه» مثل كويتي إن دل على شيء فإنما يدل على ضرورة وحتمية منح الثقة للمختصين ورغم أن الكثيرين يرددون هذا المثل لكن في الواقع حينما نمر بظروف تحتم الأخذ به نجد الأغلبية قد تحولوا الى خبراء وفلاسفة.
العالم ونحن جزء منه مر بجائحة غير مسبوقة قلبت الموازين وألحقت خسائر لا يمكن حصرها وعلى مختلف الأصعدة وتسببت في وفاة نحو المليون شخص وحينما أجبرنا على البقاء في منازلنا إما خوفا من الفيروس أو بفعل الإجراءات الحكومية التي استلزمت ذلك كنا ندعو من الله أن يأتي الفرج وكنا نعتب على الهيئات العلمية العالمية وكنا نعول كعرب على الدولة الغربية التي يصنفها البعض بمسميات لا أريد ذكرها.
بعد طول انتظار جاء الفرج وأطلت أخبار مفرحة من شأنها التخلص من كابوس كورونا وخروج اللقاحات الى النور بعد نحو 10 أشهر من المعاناة وقامت الحكومة مثل بقية الحكومات في دول العالم بإبرام اتفاقيات تتيح الحصول على كميات من اللقاحات وتزامن هذا مع تأكيد وزارة الصحة الكويتية أنها سوف تراعي الاعتبارات العملية وأن التلقيح لن يتم إعطاؤه إلا عقب موافقة الصحة العالمية والتأكد من مأمونيته.
حسناً كان ذلك، ولكن رغم أن اللقاح لم يصل بعد إلا ونجد تباري التصريحات على السوشيال ميديا بأن اللقاح غير آمن ولن نستخدمه وأن وزارة الصحة تريد توريط الناس وان تقول انه غير آمن.. الخ.
لا أعلم من أين أتى الخبراء المحليون بكل ذلك! وهل شاركوا في التجارب والأبحاث؟!
شخصيا لست خبيرا، لكنني من دعاة المثل الكويتي «عط الخباز خبزه» وبالتالي أدعو وزارة «الصحة» إلى اتخاذ ما يلزم والاتفاق مع من تراه وتأتي باللقاح بأسرع وقت حتى نتنفس الصعداء وتترك الخيار لمن يريد ولا تنتظر آراء خبراء وعلماء الدواوين، لأنها لو فعلت لوجدنا العالم في وادٍ ونحن في واد آخر وكفى النزيف الذي لحق بالاقتصاد وأصحاب المشاريع، ولو اختص كل مواطن بعمله لوجدنا تطورا ملحوظا في كل إدارات الدولة، ولكننا للأسف نرى الجميع يتحدث عن كورونا أو السياسة والكل أصبح محللا ودكتورا وسياسيا.
[email protected]