يُقال:
ومن يلن لبني الغبراء جانبه
سقوه من جرعات الجور ألوانا
والحازم الرأي من يجزي مبادئه
بالشر شرا وبالإحسان إحسانا
فكن حازما واياك أن تلين وإن عصفت بك الحياة شرقا وجنوبا، ولا تتنازل عن كرامتك، او تتخلى عن مبدأ واحد من مبادئك وقناعاتك، وإن شعرت أن كل من على هذا الكوكب من اشخاص وغيرهم من أناس اصبحوا ضدك، وتأكد من أن معظمهم لا يدخلون حياتك ليحبوك بل ليستغلوا شفافية قلبك، ويتلاعبوا بمشاعرك، والتي استشعروها من خلال سجيتك وعفويتك ويستغلوك.
وتأكد أنه مهما كثرت عدد المرات التي احترمتهم بها وقدرتهم، اهتممت، سعيت، ساندت، أعطيت، ولأجلهم ناجيت، سيأتي ذلك اليوم، الذي سيعريهم على حقيقتهم لتعرفهم حق المعرفة وتبخسهم، لتكرم نفسك العزيرة عنهم، لأنهم في النهاية والأخير ستجدهم في المقابل يخذلونك، ليرضوا أنفسهم ويحبطوك.
فأنت بالنسبة لهم مجرد فرصة، ولست كأي فرصة، فلا ترض بجورهم ووقاحتهم وتماديهم عليك، بل كن ارقى من ذلك، وأعزّ نفسك بالابتعاد عنهم واتركهم، ولا تشعر بالذنب ابدا تجاههم، بل الذنب كل الذنب بأنك أعطيت كل ما لديك لهم، ولا تندم فتيقن من أنهم من اضطروك للتخلي والابتعاد عنهم.
فأنت لست بحاجة لأشخاص مثلهم، أن يفهموك يقدروك، يحترموك، يبادروك او حتى يساندوك، والباري سبحانه وتعالى معك.
بل اغتنم روعتك وتفردك، واعلم أن أمامك الكثير، لتجعل من حياتك ما تريد بوجود أشخاص أنقى وأرقى وأسمى منهم.