عزيزي القارئ، أود طرح سؤال مهم بالنسبة لي، وأتمنى أن يكون على نفس القدر من الأهمية لك، حتى نصل إلى نتيجة إلى ما نحن فيه من عبث سياسي! أيهما أفضل ديموقراطية أميركا أم اشتراكية الصين، هل يجب أن نكون مع التجربة الديموقراطية التي تطبقها الولايات المتحدة الأميركية كنظام سياسي جعلها القوى العظمى في العالم، أم نكون مع الاشتراكية الصينية التي أحيت التنين الصيني وجعلته يغزو كل الأسواق التجارية في المعمورة، فأيهما تختار؟ وأيهما تتبع في ظل هذه الخيارات السياسية المتنوعة.
بغض النظر عن الإجابة أخي القارئ فأنا هنا لا أبحث عن مزايا الديموقراطية، أو السمات المميزة للاشتراكية، وإنما أنا أبحث عن جوهر الأنظمة السياسية بشكل عام، وقيمتها وجدواها بالنسبة للشعوب، فالأنظمة السياسية قد تختلف وتتمايز ولكل نظام مزايا وعيوبه، ولكن يبقى الجوهر الأساسي لأي نظام سياسي هو «العدل»، تحقيق العدالة والشفافية والمساواة بين الناس، واستثمار الموارد والطاقات بالشكل المناسب مما يحقق التنمية والمعيشة الكريمة والرفاه لجميع المواطنين، بمعنى أدق أن الأساس هو العدل، والاهتمام بالاقتصاد بما يقيم الدولة على أسس صحيحة، بعيدا عن الخزعبلات والجدل السياسي العقيم، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لأننا ندور في حلقات مفرغة تماما.
أعود مرة أخرى الى فكرة النظام السياسي المتبع، وأركز أن الأساس هو الاقتصاد والتنمية البشرية التي تجعل الناس تعيش في نعمة وخير، لا أن نتصارع في حيز السلطة، ونترك الأمور الاقتصادية المهمة واستثمار الموارد، ناهيك عن استغلال السياسة لتحقيق مصالح فئة بعينها دون بقية الفئات الأخرى، وهنا تكون الطامة الكبرى حين تسيطر فئة أو مجموعة بعينها على المشهد السياسي، وتستغله لصالحها لتحقيق منافعها الشخصية، وتضرب بعرض الحائط مصلحة الوطن والمواطنين أو تجعلها في الدرجة الثانية إن لم تكن الخامسة، أعلم أن هذا الشيء لا يعني للمتاجرين بالوطن والدين والسياسة من أجل مصالحهم الشخصية ولكن أقوله من واجب كلنا راع.
أقصد هنا العبرة الأساسية من الأنظمة السياسية يا سادة هي إقامة العدل، والبناء الاقتصادي القوي والمتين القائم على استثمار الموارد بما ينفع الناس، ويحقق التنمية، وليس أن نتصارع ليلا ونهارا من أجل شعارات رنانة زائلة، أو مناصب فانية، اعقلوها يا سادة.. فالصين متقدمة رغم اشتراكيتها، وأميركا متقدمة رغم ديموقراطيتها، ونحن الكويتيين حائرون رغم «........»، لا أعلم بالضبط ما هو نظامنا السياسي، بل أعلم أننا تائهون في دوامات الجدل السياسي التي لا تقدم الجديد للأجيال الحالية أو حتى للأجيال القادمة.