باشرت الولايات المتحدة أمس حملة تطعيم واسعة ضد فيروس كورونا المستجد بعد تحضيرات لوجستية سريعة خلال عطلة نهاية الأسبوع وتبعتها عدة دول كانت أعطت الضوء الأخضر لعدة لقاحات، فيما تطلق فرنسا استراتيجية فحوصات واسعة في بعض المدن وتستعد ألمانيا لإغلاق جزئي، بينما يواصل الفيروس تفشيه أفقيا، حيث تجاوزت الإصابات على مستوى العالم 72 مليونا ونحو 300 ألف، من بينها أكثر من مليون و615 ألف وفاة.
وقد استهلت الولايات المتحدة أمس حملة تطعيم تاريخية واسعة ضد فيروس كورونا المستجد، وتولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعلان عن الخبر وقال في تغريدة «تم إجراء أول تطعيم. أهنئ أميركا والعالم».
وأعطيت اول جرعة لقاح في نيويورك للممرضة ساندرا ليندزي التي أمضت 10 أشهر من العمل في الصفوف الأمامية في وحدات العناية المركزة اعلاج مرضى «كوفيد ـ 19» في مركز لونغ ايلاند الطبي.
وتلقت ليندزي اللقاح خلال مؤتمر صحافي بحضور حاكم نيويورك اندرو كومو، وبعد تلقيها الجرعة قالت انها تشعر بأنها بحالة ممتازة ولم تشعر بأنه يختلف عن أي لقاح آخر. وقد شكرت زملاءها الذين يحاربون الفيروس في جميع انحاء العالم، واضافت انها تشعر بالأمل.
وكانت أميركا، التي سجلت أكثر من 300 ألف وفاة وأكثر من 16 مليون إصابة، بدأت شحن لقاح شركتي «فايزر ـ بيونتك» أمس الأول، من مصنع «فايزر» في ميتشيغان إلى المستشفيات ومراكز تلقيح أخرى، وأوضحت «فايزر» أن 20 طائرة ستنقل يوميا جرعات اللقاح إلى المناطق الأميركية.
وكان ترامب اكد أنه ليس مدرجا على قائمة الحصول على لقاح فيروس كورونا، نافيا بذلك تقارير إعلامية أشارت إلى انه قد يكون من بين أول متلقي اللقاح في أول أيام التطعيم أمس.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «لا يجب أن يكون العاملون في البيت الأبيض من بين أول من يحصلون على اللقاح وأن عليهم تلقيه في وقت لاحق من البرنامج، ما لم يكن ذلك ضروريا على وجه التحديد. لقد طلبت إجراء هذا التعديل».
وأضاف «انني لست مدرجا على قائمة الحصول على اللقاح، لكنني أتطلع إلى القيام بذلك في الوقت المناسب».
وكانت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء وصحيفة «نيوروك تايمز» ذكرتا في قت سابق أنه يمكن لترامب الحصول على اللقاح «في أي وقت»، كما أن موظفي البيت الأبيض، الذين يعملون قرب الرئيس، سيحصلون على لقاح كورونا قريبا.
واعتبرت «نيويورك تايمز» أن الهدف من التركيز على التطعيم في الجناح الغربي للبيت الأبيض يكمن في حماية مسؤولي الإدارة الأميركية من الإصابة بعدوى «كوفيدـ19».
وإلى جانب الولايات المتحدة، بدأت عدة دول حملات التلقيح الجماعي، حيث باشرت الإمارات التطعيم في العاصمة أبوظبي وذلك بعد أيام من تسجيل لقاح شركة «سينوفارم» الصينية رسميا.
وأعـلـنـت الإمــارات والبحرين، اللتين استضافتا المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح «سينوفارم»، تسجيل اللقاح رسميا الأسبوع الماضي، وأكدت أبوظبي أن النتائج الأولية أظهرت فعاليته بنسبة 86%.
وقالت موظفة لدى دائرة الصحة في أبوظبي عبر الهاتف أنه بات بإمكان السكان حجز موعد عبر تطبيق لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» لأخذ اللقاح المجاني في عدة مراكز في العاصمة.
وباشرت مقاطعة كيبيك الكندية أمس أيضا المرحلة الأولى من التلقيح التي تشمل المسنين في دور العجزة والطواقم العاملة فيها في مدينة كيبيك، وذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وصول أول دفعة من لقاح «كوفيدـ19» أول من امس.
وبذلك تصبح كندا والولايات المتحدة أول دولتين غربيتين بعد بريطانيا تبدآن في التطعيم باللقاح.
وفي القارة الأوروبية، أكثر القارات تضررا، تزداد المخاوف من موجة تفشي جديدة مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، فيما تتسارع الموجة الوبائية الثانية في إيطاليا وألمانيا خصوصا.
وتبدأ فرنسا خلال الأسبوع الحالي استراتيجية فحوصات واسعة تستهدف خصوصا بعض المدن بدءا بهافر (شمال غرب) وشارلفيل ـ ميزيير (شمال شرق) آملا بسيطرة أفضل على انتشار الوباء من أجل تخفيف إجراءات الإغلاق.
في ألمانيا، حيث أصبح الوباء «خارجا عن السيطرة»، وفق حاكم مقاطعة بافاريا ماركوس سودير، وستبدأ غدا إغلاقا جزئيا يستمر حتى 10 يناير، كالإغلاق الذي شهدته البلاد في الربيع خلال الموجة الأولى من «كوفيدـ19»، وستغلق المتاجر غير الأساسية والمدارس والحضانات، فيما الأولوية ستكون للعمل من المنزل، وسيجري الحد من التواصل الاجتماعي.
واستبعد هيلجه براون مدير مكتب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رفع الإجراءات أوائل العـــام المقبــل.