بعد صمت استمر اشهرا عقب الحرب القضائية بين الملياردير رامي مخلوف ابن خال الرئيس والحكومة السورية تخللها الحجز على ممتلكاته وعائلته، نشر مخلوف على صفحته على فيسبوك أمس، شكوى جديدة إلى الرئيس بشار الأسد تحدث فيها عن تهديدات متواصلة يتلقاها ممن اسماهم «تجار الحرب» وآخرها تهديد بالاستيلاء حتى على البيت الذي يسكنه على حد قوله. وحذر من ان الوضع في البلاد خطير والوقت قصير.
وفي التفاصيل، استكمل مخلوف سلسلة رسائل وجهها سابقا إلى رئيس النظام، منذ شهر أبريل الماضي، وكشف ما سماه «رسالة» تهديد وجهت إليه، من «أثرياء الحرب» مفادها، إما «الرضوخ» أو «استصدار قرارات قضائية بحقنا» وأنهم لن «يتركوا لنا حتى البيت الذي يؤوينا» بحسب منشوره المطول الذي عنونه بـ«من خادم البلاد إلى سيد البلاد» وختمه بوصفه بـ«الأمير».
وذكر مخلوف الذي كان يملك امبراطورية ضخمة تسيطر على معظم الاقتصاد السوري أنه حذر من أن «استهداف مؤسساتنا، سيكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد، ولم يكترث أحد لهذا الكلام» واشار الى الحالة المزرية التي وصل اليها الاقتصاد السوري.
وكان نظام الأسد، ومنذ نهاية العام الماضي، قد وضع يده على أهم الشركات التابعة لرامي مخلوف، عبر قرارات وأحكام قضائية، بتعيين حارس قضائي، حينا، على أهم شركاته، كسيريتل، للاتصالات الخلوية، وشركة شام القابضة، أو، حينا آخر، بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، ومنعه من مغادرة البلاد، والتضييق عليه، بقرارات منع مؤسسات النظام من التعاقد معه، خمس سنوات، وكذلك فسخ عقود كان النظام قد أبرمها مع شركات عائدة له، وقرارات أخرى كثيرة، بدأت مع شهر أغسطس من عام 2019.
وبحسب مخلوف فإن «أثرياء الحرب» لايزالون يمارسون بحقه «أساليب سلطوية» بدعم «أمني مرعب» كما قال. واعترف بقيام النظام بترحيل معارضيه، وقال في هذا السياق، إن الموضوع «لم يقتصر كما في السابق، على ترحيل المعارضين من سورية»، بل «حان الوقت «لترحيل» الموالين، أيضا ولم يبق حينها إلا قلة القلة من رجال الأعمال ونحن من بينهم وكنا نعلم عواقب بقائنا وقبلنا التحدي».
واعتبر مخلوف، أنه «لا مجال لإصلاح الوضع الراهن، ووقف الانهيار الحاصل، إلا بإيقاف كل الآليات المتبعة من قبل تجار الحرب والعودة للعمل الجماعي، ومحاسبة أثرياء الحرب وكل الفريق الداعم لهم، ومنع الأجهزة الأمنية من التدخل في حياة المواطن اليومية واقتصار دورها على القبض على العملاء والمخربين ومكافحة الإرهاب وتجار الممنوعات». وطالب بإعادة «كل من غادر سورية منذ بداية الحرب وأثنائها للعودة إلى حضن الوطن مع فتح باب التشاركية الحقيقية وتوفير الحماية والرعاية اللازمة لهم وإعادة كل الأملاك التي سلبت منهم بطرق غير شرعية وغير قانونية، وطوي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تحت راية «سورية لكل السوريين».
وإذ استشهد مخلوف بآيات قرآنية، فإنه ختم مطولته قائلا «قد راودتني رؤية ويفترض بي إعلان مفادها: أن الوقت قصير والوضع خطير والظلم مرير واغتصاب أملاك الناس أمر مثير وإهمال الفقراء ذنب كبير فليبادر الأمير لإصلاح هذا البلد الضرير ومعالجة يد الكسير وحل مشكلات هذا البلد الفقير فإن لم يفعل باليسير فسيفوته حظ وفير وسيفعل الرب القدير».