انتهت انتخابات رئاسة مجلس الأمة باختيار النائب مرزوق الغانم رئيسا لمجلس الأمة لفصل تشريعي ثالث، وبهذا يجب أن تعلن كتلة الأغلبية النيابية نهاية الصدام السياسي الذي أطلقته مع أول اجتماع لها، لأن ما حصل قبل وأثناء انتخابات الرئاسة هو صراع سياسي حميد - كما يفترض التعامل معه - وانتهى إلى ما انتهى إليه، وعلى الجميع القبول بنتائج الانتخابات الديموقراطية لاختيار رئيس المجلس.
ليس هناك في السياسة رابح وخاسر خاصة إذا كان الأمر كما يعلن الجميع البحث عن المصلحة العامة فالفائز هو الوطن، وهكذا يجب أن يقتنع الجميع، المسألة معركة سياسية وليست حربا دائمة وطلب ثأر، الأهم انه يفترض في المعارك الديموقراطية الا تكون شخصانية وألا تأخذ الطابع الشخصي.
***
أما شغل عقلية الجماهير المتعصبة لأنديتها فهي لا تليق بالعمل الديموقراطي السياسي، وعليه يجب أن تتوقف عمليات الشحن الجماهيري مع هذا وضد ذاك، واستهداف وزراء فقط من اجل الاستهداف أو من أجل الاستعراض السياسي، ويجب ان نتجاوز مرحلة انتخابات الرئاسة وأن يبدأ النواب بفتح صفحة جديدة ومد يد التعاون للحكومة التي يجب بدورها أن تمد يدها أولا ليتحقق التعاون بين السلطتين، كما جاء في النطق السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد في خطاب بداية دور الانعقاد.
***
الصدام بين السلطتين لن يعود بالنفع على أحد خاصة في هذه المرحلة، ولن ينجز شيئاً ويجب ان تكون هناك بوادر تعاون واضحة بين السلطتين، وان تعلن الحكومة برنامج عملها وان يتعامل النواب خاصة الأغلبية بحسن النية مع تلك المبادرة الحكومية، اما إن لم تقدم الحكومة ببرنامج عملها أو تأخرت فعليها من الله ما تستحق، ديموقراطيا ودستوريا وبرلمانيا، ويمكن تقديم استجواب لرئيس الحكومة في حال عدم تقدم الحكومة ببرنامجها، وهذا خطأ حكومي يستوجب تعديله نيابيا.
***
عامة، ولد التشكيل الحكومي بـ3 استجوابات محتملة وقريبة جدا بل وقائمة ويمكن إشعالها سياسيا في اي لحظة، وليس من خطأ في التشكيل الحكومي سوى أن الاختيارات خاصة الجديدة شابها الاستعجال، وأعتقد أن هذا الباب سيدخل منه نواب الأغلبية للبدء بمعارك سياسية مبكرة، وسيكون هذا سببا في تعديل حكومي مبكر.
***
الأهم، القبول بنتائج انتخابات الرئاسة من قِبل الأغلبية النيابية سيثبت حجمه خلال الأيام القليلة المقبلة وخلال الجلسات المقبلة، وأما قضية بحث من صوّت ومن لم يصوّت يجب ان يكون رهنا بالتحليل السياسي وليس بالأداء السياسي لأعضاء الأغلبية.
***
توضيح الواضح: الاستجواب الأول قريب جدا وواضح وضوح الشمس.
***
توضيح الأوضح: رغم ما ذكرته إلا أن هذا لا ينفي أن الأغلبية النيابية ستبدأ بالانتقام من الحكومة في أقرب فرصة، وما راح نخلص.
[email protected]