في خطابه التاريخي أمام مجلس الأمة شخّص صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، الداء بدقة وكتب وصفة العلاج بوضوح وشفافية كاملة، حيث إن القراءة المتأنية للنطق السامي يتضح منها التحديات وما ينتظره الشعب من المجلس والحكومة وما لا يحب الشعب أن يعكر صفو الديموقراطية.
وكانت الصراحة واضحة في الحديث عن القلق من افتعال الأزمات وإيقاف الإنجاز وتصفية الحسابات، كما كانت الدعوة صريحة إلى التعاون بين المجلس والحكومة ووضع الحلول المناسبة لمجابهة التحديات.
وتلك الوصفة الدقيقة التي كتبها صاحب السمو يجب الالتزام بها من الجميع سواء من المجلس أو الحكومة من خلال ممارسات راقية تليق بقاعة عبدالله السالم والرصيد الكبير للديموقراطية في الكويت التي يعتز بها الجميع، ومن خلال الوعي المسؤول والتعاون الفعال بين المجلس والحكومة والحوار الإيجابي المسؤول الذي يوحد ويتجنب التفرقة ويحقق المصلحة الوطنية المشتركة ولا مجال الآن سوى أن يقول الجميع «سمعا وطاعة يا سمو الأمير»، وأن نتعاون جميعا في الانتظام بأخذ العلاج، فإن الجسد لا يحتمل حدوث مضاعفات.
إن المجلس هو العون للحكومة على أداء مهمتها والإصلاح الشامل المنشود لابد أن يرتكز على العنصر البشري لأن المواطن الحر هو الرصيد الثري للوطن، وقد نشأ أهل الكويت على قيم ومبادئ كانت بمنزلة الوقود لسفينة الوطن ولن يفرط المجلس أو الحكومة في الاستثمار البشري في المواطن بصون كرامته وحريته وحقه في الحياة والتنمية الشاملة وحمايته من الفساد بكل أنواعه.
وإذا كان صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، قد أوجز بكلمات معبرة عن التشخيص والعلاج، فإن مسؤولية الجميع هي الحرص على الانتظام في أخذ العلاج الموصوف بكل دقة وبالجرعات المناسبة دون تهوين أو تقصير.
إننا نقولها جميعا: سمعا وطاعة سمو الأمير وسنكون عونا وسندا للحفاظ على أمن وطننا واستقراره ونحقق كويت المستقبل لتكون درة الخليج وتعود أمجاد وطننا كما كانت سابقا.