قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء».
إنها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأم أبنائه وأول من آمن برسالته، فهي خير امرأة تقتدي بها أي زوجة، بل أي أمرأة لما حملته من صفات حميدة، ليست فقط صفات بل أفعال رسخت في تاريخ الإسلام، ذلك هو معنى الزوجة، وها هي السيدة خديجة بنت خويلد خير قدوة لنساء العالم.
ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها قبل عام الفيل بخمسة عشر عاما بمكة وكانت صاحبة حسب ونسب، وكانت أيضا من أثرياء مكة، وكانت لها تجارتها وكانت تستأجر الرجال ليسافروا بتجارتها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة، فيسافر بتجارتها إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة، ولما عادت القافلة إلى مكة حكى ميسرة عما رآه من حسن خلق وأمانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بخمسة عشر عاما وكان عمرها 40 عاما وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 25 عاما وأنجبت السيدة خديجة أبناء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جميعا ما عدا إبراهيم.
وعندما نزل الوحي على الحبيب المصطفي في غار حراء خاف رسول الله وفزع فزعا شديدا فعاد إلى أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها مرتعشا خائفا فقامت أم المؤمنين على الفور بتهدئته وقامت بتغطيته.
وبعدها قامت بأخذه لابن عمها ورقة ابن نوفل لما يحمل من الإيمان الكثير لعلمه بالتوراة والإنجيل فبشر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم الأنبياء المرسلين، فكانت خديجة أول من آمن بالرسالة وأول من دعمت الرسول صلى الله عليه وسلم وتحملت معه مصاعب الدعوة، فعندما فرضت قريش الحصار على المسلمين في شعب بني هاشم، رفضت خديجة أن تترك الرسول صلى الله عليه وسلم وظلت معه في الشعب ثلاثة أعوام، تحملت فيها الجوع والتعب، تلك هي خديجة بنت خويلد خير قدوة لأي زوجة مؤمنة.
٭ مسك الختام: تلك هي القدوة، وذلك هو نموذج المرأة التي لابد أن نقتدي بها، الصبورة علي زوجها، والحنونة إذا ضاقت الدنيا على الزوج، والمحبة لزوجها في السراء والضراء، والسند له عندما لا يجد له سندا، فالزوجة هي الأم والابنة والمحبة والصديقة لزوجها تلك هي المرأة وذاك معنى القدوة.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الزمن لبعض الزوجات: من هي قدوتك في ذلك العصر؟!
[email protected]