أيها الإخوة الكرام، ليس هكذا تساق الإبل، ان الوطن منذ عقد مضى وهو يئن من الأوضاع الجسيمة المتردية والتي لا تقع إلا على عاتق هذا الشعب المسكين الذي كان ولايزال يعيش في ظلام الفساد المالي والإداري والخدماتي فلا طبنا ولا غدا الشر.
ومن خلال قراءة سريعة لميكانيكية العمل بين السلطتين يتضح لنا أن المساومات والابتزاز وافتعال المشاكل وفساد بعض أفراد السلطتين وظهور عدة تكتلات من النواب أدى إلى جعل المجلس حلبة مصارعة ديموقراطية ليس بها أحد مغلوب سوى الوطن والمواطن، ثم نستبشر خيرا في كل مرة ونقول ما وراء العداوة إلا المحبة ويخيب ظننا بهذا المثل لأنه ليس وراء العداوة إلا عداوة جديدة وتعطيل جديد لأداء السلطتين أي عادت حليمة لعادتها القديمة.
أيها الإخوة المرشحون الجدد إننا لا نريد حليمة في المجلس القادم بل نريد «عفى الله عما سلف»، ونفتح صفحة جديدة ومن يظن أن صناعة التأزيم هي الحل المناسب لانتزاع حقوق الشعب فهو مخطئ تماما لأن تجارب التأزيم فشلت في المجالس السابقة.
أيها الإخوة النواب الجدد، إن الشعب صوّت لكم لأنه يعتقد أن الأمانة عندكم محفوظة ولا نريد أن تترجموها إلى نزاعات متتالية في المجلس بل إلى إنجازات لصالح الشعب والوطن.
أيها الإخوة النواب الجدد، إن رئيس الحكومة أو رئيس المجلس لن يكون يهوديا ولا مجوسيا بل هو من جلدتكم وفي النهاية لن يكون معصوما من الخطأ وليس معصوما من المحاسبة، والمحاسبة صمام أمان للأداء المثالي للمجلس ولابد أن تكون المحاسبة ضمن إطار التقدير والاحترام المتبادل لان الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية.
نعم هي ديموقراطية ولكن يجب أن تكون بنكهة عربية كويتية ممزوجة بقيم ومبادئ وأعراف عربية أصيلة واحترام متبادل بين جميع الأطراف وليعلم الجميع ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم فصدق النية في الإصلاح لا يجعل للخلاف أثرا في المجلس.
أيها الإخوة النواب الجدد، إن تنوع طبقات الصوت في الخطاب البرلماني وإثارة الجدل وإبهار الجماهير الكويتية به شيء جميل لكنه لم يأت بنتيجة إيجابية في حياة الشعب الكويتي في الفترة السابقة حتى وإن كان على حق، فالله سبحانه وتعالى بقوته وجبروته وقدرته الخارقة على الخلق قال لنبيه موسى عليه السلام: (اذهبا الى فرعون انه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه الآية 43 - 44.
(قولا لينا) يا إلهي ما أعظم هذا الدرس الرباني الذي يعتمد على سحر الخطاب اللين عند لقاء الخصم القوي البين تأملوه جيدا وفكروا به.
أيها الإخوة النواب الجدد، انتم تعرفون أن الأسد يعتمد على القوة لفرض إرادته والإنسان يعتمد على العقل في منازلته للأسد ملك الغابة فيصطاد الأسد ويضعه في قفص بحديقة الحيوان ثم يشتري تذكره بدينار له ولابنه الصغير ويذهبا إلى قفص الأسد ليتفرجا عليه، وعندما يسأل الابن: ما هذا يا أبي؟ فيقول له والده إنه الأسد ملك الغابة يا بني، وهذا يعني ان العقل هو مصدر القوة وليس اللسان والعضلات. والعقول إذا تزاحمت ستجد المخرج المناسب لها وبأقل التكاليف وعندما تتصادم فالكل سيتحمل نصيبا من الخسارة.
لذلك عليكم بالتعاون على البر والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان فتذهب ريحكم.
أيها الإخوة النواب الجدد، كما يعلم الجميع ان حملاتكم الانتخابية الأخيرة تكلفتها تعادل صفرا في زمن كورونا مقارنة مع تكلفة الحملات الضخمة السابقة قبل كورونا، وهذا يعني أنكم لم تخسروا شيئا من مالكم الخاص فلستم بحاجة إلا لأمرين حيويين في مجتمعنا وهما قولة و«نعم بفلان» وقولة «الله يذكره بالخير» سواء من قبل الحكومة او من قبل الشعب.
وهذا بنظري افضل وسيلة لبقائكم بالمجلس كممثلين للشعب إلى أقصى فترة ممكنة.