قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية خلال ديسمبر 2020 ان أسعار النفط وصلت إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 9 أشهر مرتفعة إلى حوالي 50 دولارا للبرميل على خلفية توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 على مستوى العديد من الدول المختلفة.
إذ تحمس العديد من المتداولين تجاه التأثير المتوقع للطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة في ظل إمكانية تغلب توفير لقاح فعال على تزايد حالات الإصابة بالفيروس.
وكشف تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ أن الطلب الأوروبي على البنزين والديزل عاد مجددا للتزايد بعد انخفاضه في نوفمبر 2020.
وقد أدى ذلك إلى تعزيز الاستهلاك القوي والمستمر في آسيا وأميركا اللاتينية والذي يساهم في تعويض ضعف مستويات الطلب في الولايات المتحدة.
العوامل الجيوسياسية
وأضاف التقرير ان العوامل الجيوسياسية لعبت أيضا دورا في التأثير على أسواق النفط.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط على المدى القريب، حيث تستعد الولايات المتحدة لتقديم حزمة تحفيز مالي بقيمة 908 مليارات دولار لمواجهة الانكماش الاقتصادي الناجم عن الجائحة، بينما تجري الآن محاولات لتمديد محادثات انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، كشفت البيانات عن ارتفاع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها المسجلة في السنوات الـ 4 الماضية.
إلا ان العلاقات التجارية بين البلدين تظل إحدى القضايا الرئيسية على جدول أعمال الرئيس الجديد، حيث تشير التقارير إلى أنه لن يتم رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين على الفور ومن المتوقع أن يستمر النزاع التجاري على المدى القريب.
من جهة أخرى، تأمل إيران في تخفيف العقوبات المفروضة عليها العام المقبل بعد تولي الرئاسة الأميركية الجديدة.
الدولار والنفط
وأشار التقرير الى ان ضعف الدولار الأميركي ساهم في تعزيز أسعار النفط، حيث يميل الطلب إلى الارتفاع عندما يكون الدولار ضعيفا.
ووصل الدولار إلى أدنى مستوياته المسجلة في عامين ونصف العام مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى قبل موعد الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال العام 2020 المقرر عقده الأسبوع الجاري، كما ساهم أيضا تراجع المخاوف المتعلقة بالجائحة في الضغط على الدولار مما أدى إلى زيادة معنويات التفاؤل في الاقتصادات العالمية.
وفي ذات الوقت، تلاشت التكهنات حول ما إذا كانت الأوبك وحلفاؤها ستقوم بتخفيف خفض حصص الإنتاج بشكل تدريجي وإلى أي مدى ستقوم بتقليصها، ولو كان ذلك بشكل مؤقت، بعد أن أعلنت المجموعة أنها ستزيد الإنتاج بمقدار 0.5 مليون برميل يوميا في يناير 2021 وستقرر الاستراتيجية المستقبلية وتحدد مستوى الإنتاج على أساس شهري.
وتم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد مفاوضات مطولة بين الدول الأعضاء. وبلغ إنتاج الأوپيك أعلى مستوياته المسجلة في 7 أشهر خلال نوفمبر 2020، متجاوزا مستوى 25 مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ مايو.
أسعار النفط
وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 9 أشهر بحلول منتصف ديسمبر 2020 بعد أن شهدت 6 أسابيع متتالية من المكاسب بدعم من الآمال المتعلقة باللقاح وانتعاش الطلب على النفط.
وكسرت أسعار النفط حاجز 50 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ مارس 2020، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات ما قبل الجائحة. ونتيجة لذلك، بلغ متوسط سعر خام الأوپيك 42.61 دولارا للبرميل خلال نوفمبر 2020 مسجلا ارتفاعا شهريا 6.3%.
كما شهد متوسط نمو أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت أداء مماثلا وسجل نموا 6.3% وبلغ في المتوسط 42.69 دولارا للبرميل، بينما بلغ متوسط سعر خام النفط الكويتي 43 دولارا للبرميل، مرتفعا بنسبة 7.8% على أساس شهري. كما انعكس ارتفاع الأسعار أيضا على أحدث توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لأسعار النفط لعامي 2020 و2021.
اذ رفعت الوكالة متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت للعام 2020 إلى 41.43 دولارا للبرميل وإلى 48.53 دولارا للبرميل للعام 2021 مقابل توقعاتها السابقة البالغة 40.61 دولارا للبرميل و46.59 دولارا للبرميل لعامي 2020 و2021 على التوالي.
الطلب على النفط
قامت منظمة الأوبك مجددا بخفض توقعات الطلب على النفط للعام 2020 في أحدث تقاريرها الشهرية، مشيرة إلى انخفاض قدره 9.77 ملايين برميل يوميا مقابل 9.75 ملايين برميل يوميا وفقا لتوقعاتها السابقة.
ومن المتوقع الآن أن يصل الطلب إلى 89.99 مليون برميل يوميا في 2020.
وقد عكس هذا التعديل تراجع بيانات الطلب على النفط التي جاءت أقل من المتوقع في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للربع الثالث من 2020 فيما يعزى بصفة خاصة لانخفاض الطلب على وقود النقل في الولايات المتحدة والدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وبالنسبة للعام 2021، خضعت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لمراجعة هبوطية أكثر حدة بلغت 0.35 مليون برميل يوميا، أي بمعدل نمو سنوي 5.9 ملايين برميل يوميا ليصل بذلك إلى 95.89 مليون برميل يوميا.
وعكست تلك المراجعة حالة عدم اليقين المتعلقة بالتأثيرات الهيكلية التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 وانعكاسات سوق العمل على التوقعات الخاصة بوقود النقل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال النصف الأول من 2021.